احتشد منذ قليل ملايين الأمريكان بمختلف طوائفهم وأعراقهم للاحتفال بعيد الشكر بجميع بساحات نيويورك، وشهد الحفل استعراضات مختلفة من مختلف الشخصيات الكارتونية العالمية، خاصتا شخصية سانت كلوز "بابا نويل"، حيث قام بالرقص مع الأطفال والغناء معهم، كما شهد الاحتفال استعراضات فنية كثيرة وحضر عدد كبير من وسائل الإعلام المختلفة أمريكية وفرنسية وبريطانية، لمتابعة هذا الحفل الذى يعد أكبر الأعياد الأمريكيةبالولاياتالمتحدة. ويذكر أن عيد الشكر هو أكبر الأعياد الأمريكية التى يحتفل بها بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو إجازة وطنية فى الولاياتالمتحدة وكندا، فيخصص للشكر على النعم وعلى حصاد العام الذى يشرف على نهايته، ويحتفل به فى الولاياتالمتحدة فى الخميس من نوفمبر من كل عام، أما بالنسبة لكندا فيحتفل به الاثنين من أكتوبر. وتعود بداية الاحتفال به إلى القرن السابع عشر عندما ضلت مجموعة من المهاجرين إلى أمريكا طريق وصولهم، دون أن يحملون معهم الطعام الكافى، ولم يساعدهم على النجاة سوى اثنين من الهنود الحمر هما "ساموست"، و"سكوانتو"، فقدما لهم الطعام وعلموهم زراعة المحاصيل التى يزرعها السكان الأصليون. وعندما زاد موسم الحصاد بدأ المستعمرون الجدد يحتفلون بالمناسبة كتقليد سنوى ويدعون إليها الهنود الحمر. وبعد فترة قرر المهاجرون الذين تحولوا إلى مواطنين أميركيين بعدما استوطنوا العالم الجديد، الاحتفال بالنعمة التى منّ بها الله عليهم فى بلادهم الجديدة، ووجهوا الدعوة إلى الهنود والقبائل التى تنتمى إليها، للاحتفال بما أسموه بعيد الشكر وتناولوا فيه الديك الرومى فى مأدبة مهيبة استغرقت الليل كله، وتبادلوا الاحتفال مع السكان الأصليين من الهنود. وهكذا تحول عيد الشكر إلى مناسبة سنوية للاحتفال بالنعم التى يتمتع بها الأميركيون ويُعتبر هذا العيد عطلة رسمية فى أميركا، ويشترك فى الاحتفال به سائر الأميركيين بمختلف طوائفهم وأعراقهم، لأنه عيد علمانى وليس دينيا يُحتفل به داخل البيوت أو فى الكنائس ويجتمع خلاله أفراد العائلة على مائدة مليئة بما لذ وطاب من الأطباق. ومن الطريف أنه يتم طبخ الآلاف من الدجاج والديوك الرومية فى هذا العيد ولا يترك إلا ديك رومى واحد حى يقدم هدية إلى رئيس الجمهورية الأمريكية، فيعفو عنه بدلا من أن يأكله، وهذا ما يتبعه البيت الأبيض منذ 1989 فيقوم الرئيس الأميركى ب"العفو" عن ديك رومى ليلة عيد الشكر ويعتقه من الذبح أمام حشد كبير من الصحفيين والمصورين الذين يلتقطون صورة الديك الرومى، الذى يبدو "سعيدا" بنجاته، وقد قام الرئيس باراك أوباما ليلة أمس بالعفو عن ديكين روميين هذه السنة مرة واحدة.
