من الطبيعى أن يكون رد الفعل الأول لأى امرأة تفاجأ بشخص غريب فى منزلها هو الصراخ بأقصى ما تستطيع حنجرتها، ولكن البريطانية فيف هولاند كسرت هذه القاعدة حين فوجئت بلص ملثم فى مطبخ منزلها فى منتصف الليل، فبدلاً من الصراخ ومحاولة الهرب تجاذبت معه أطراف الحديث بهدوء حتى وصلت الشرطة وألقت القبض عليه. وكانت فيف وزوجها كيث استيقظا على صوت ضوضاء قادمة من الطابق السفلى لمنزلهم فى غرب يوركشاير، فى منتصف الليل، فاستدعيا الشرطة بهدوء من غرفة نومهما، وتسللت الزوجة إلى الطابق السفلى لتعطيل اللص حتى تصل الشرطة. وتقول فيف (54 عامًا) لصحيفة الديلى ميل البريطانية "كان رد فعلى الأول عندما رأيت اللص هو الشعور بالخوف، لكننى تمكنت من السيطرة على خوفى وتهدئة نفسى باستمرار، وحاولت الحديث مع اللص لتعطيله، بينما ذهب زوجى لفتح باب المنزل للشرطة". وتضيف "سألت اللص، الذى بدا لى مراهقًا، ماذا كان يفعل فى المنزل، وشعرت بالحزن حقًا لأجله لأنه كان خائفًا، وردد كلمة "أنا لن أؤذيكِ" أكثر من مرة". وتتابع "كنت أشعر بالخوف من أن يكون مسلحًا لكنه لم يكن كذلك ولم يكن حتى تحت تأثير المخدرات، ولم يتسن لى معرفة سبب وجوده فى المنزل، فقد ألقت الشرطة القبض عليه بعد 10 دقائق من حديثنا". والتقت السيدة فيف باللص فى وقت لاحق بعدما ألقت الشرطة القبض عليه، وهو يبلغ من العمر 17 عامًا، وقال لها إنه يشعر بالأسف لما فعله، وأنه سعيد بالحديث معها مرة أخرى. وتشير فيف إلى أنها التقت اللص فى إطار برنامج العدالة التصالحية الذى يتطلب أن يلتقى اللص بضحاياه فى وجود خبير نفسى، وطلب اللص من الزوجين أن يشاركاه رسم لوحة فنية، وتقول "أردت حقًا أن ألتقى به مرة أخرى، وأن أساعده بقدر ما أستطيع، لأننى لا أعتقد أنه فتى سيئ، وأريد أن أتأكد من أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى."
