حصلت "اليوم السابع" على النص المقترح من حزب النور لديباجة الدستور بعد تعديلها والذى تقدم به محمد إبراهيم منصور ممثل الحزب بلجنة الخمسين إلى عمرو موسى رئيس اللجنة. وجاء فى نص الديباجة المقترحة "مصر هبة النيل وهى هبة المصريين للإنسانية منها انبثق فجر الضمير وأصبحت أم الدنيا وملتقى الثقافات والحضارات تقع فى قلب الوطن العربى وأفريقيا ترسخت على ترابها أول دولة مركزية فى العالم فقامت فيها الديانات الكبرى؛ حيث شب كليم الله موسى وخطت إليها السيدة العذراء مريم وامتد إليها نور الإسلام حتى غمر العالمين. وفى هذا العصر الحديث استنارات عقول أبنائها بالمعرفة والعلم فرفعوا لواء النهضة العربية وتجلت إرادة شعبها العظيم فى تنظيم (حياته الحديث) فى ثورة إثر ثورة، فأعلن عرابى الأصل الطبيعى لحرية الإنسان وهو يستنكر الاستبعاد ورفع سعد زغلول وهو يقود ثورة 1919 شعار المواطنة (الدين لله والوطن للجميع ووحدة النسيج المجتمعى) ووحدة الجماعة الوطنية من مسلمين وأقباط وتحقيق لجوهر الديمقراطية فجاءت الموجة الثورية الثانية فى 30 يونيو 2013 لتعديل المسار فقدمت للعالم نموذجا مدهشا فى مبادرات الشعوب الحية لاستكمال سيادتها وفرض إرادتها فى اللحظات الفارقة. مصر الآن بعد عودة الروح إليها تؤسس دستورها (لدولة ديمقراطية حديثه) تبنى على التوافق لا المغالبة الحزبية أرضها موحدة لا تقبل التجزئة ولا تسمح بالتفريط لسانها عربى ووجدانها إسلامى دولة تقوم على التجديد فى إطار الوحدة وترى فيه إثراء لهويتها وصيانة لطابعها الحضارى المتميز دولة تؤمن بأن كرامة الفرد تساوى حياته وأن حقه فى الحياة الكريمة أصيل لا محيد عنه وأن المساواة بين جميع الأفراد فى الحقوق والواجبات أساس المواطنة. "دستور يؤكد أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع وأن هذه المصادر هى الأحكام قطعية الدلالة قطعية الثبوت والدلالة والأحكام المجمع عليها ويتعين على المشرع أن يلتزم فى الأحكام الاجتهادية بالأصول والقواعد الضابطة وصون المقاصد الشرعية". واقترح النور لهذه الفقرة مقترحين آخرين وهما بنصهما من حكم الدستورية (85): 1- دستور يؤكد أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع وهو بهذا يلزم المشرع بالالتجاء إلى أحكام الشريعة الإسلامية للبحث عن بغيته فيها مع إلزامه بعدم الالتجاء إلى غيرها، فإذا لم يجد فى الشريعة الإسلامية حكام صريحا، فإن وسائل استنباط الأحكام من المصادر الاجتهادية فى الشريعة الإسلامية تمكن المشرع من التواصل إلى الأحكام اللازمة والتى لا تخالف الأصول والمبادئ العامة للشريعة.." على أن يكون الاجتهاد دوما واقعا فى إطار الأصول الكلية للشريعة بما لا يجاوزها، ملتزما ضوابطها الثابتة، متحريا مناهج الاستدلال على الأحكام العملية. والقواعد والضابطة لفروعها عليه، كافلا صون المقاصد العامة لشريعة بما تقوم عليه من حفاظ على الدين والنفس والعقل والعرض والمال. 2- دستور يؤكد أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع وهذا يعنى عدم جواز إصدار أى تشريع ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية، كما يعنى ضرورة إعادة النظر فى القوانين القائمة، وتعديلها بما يجعلها متفقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. وأخيرا فهذا دستور يقيم التوازن العادل بين الحريات السياسية والحقوق والاجتماعية والاقتصادية فى منظومة تضمن للأفراد حرية العقيدة وحرية الرأى والتعبير وحرية البحث العلمى والإبداع الأدبى والفنى بجميع. أ- أشكاله تعظيما لثروة مصر الثقافية وقوتها الناعمة وإسهامها الحضارى. ب- دستور يضمن الفصل بين سلطات الدولة وتحقيق التحول الديمقراطى المرتكز على التعددية الحزبية وتداول السلطة ومنع جميع أشكال الاستبداد أو تغول سلطة على أخرى تغول سلطة على أخرى لتحقيق ما هو جدير بمصر من حكم رشيد وإدارة حديثة وتنمية شاملة مستدامة. دستور يحرص على وضع العدالة الاجتماعية فى بؤرة اهتمامه ورؤيته الاقتصادية وأهدافه الاجتماعية عبر بناء مجتمع العلم والمعرفة والكفاية والإنتاج فتلتزم الدولة لمقتضاه بتوفير تعليم مستوف لشروط الجودة مجانى فى جميع المراحل وإلزامى حتى المرحلة الثانوية كما يلتزم بكافة الرعاية الصحية الشاملة والمسكن الملائم الذى يصون كرامه المواطنين ويحفظ حرماتهم كما يهدف الدستور إلى تحقيق السياسات الاقتصادية التى تؤدى إلى تقليص معدلات الفقر والبطالة وتصفية العشوائيات ورفع مستوى المعيشة الفئات المحرومة والمناطق المهمشة لتسترد حقها فى العيش الكريم. دستور يستهدف لأول مرة تعزيز حق المواطنين فى ثقافة متكاملة تقضى على التمييز والتعصب وتقوى روح الانتماء والوطنية وتجعل مواد الثقافة لا فرق فى ذلك بين غنى وفقير ولا رجل ولا امرأة فالكل فى حق العلم والفن والفكر سواء يشار إليهم بعبارة المواطنين الجامعة، وينشد هذا الدستور أن يكون فاتحة لوعود المستقبل ووسيلة فعالة لإفادة الوطن من جميع ثرواته البشرية الطبيعية واستثمار عقول أبنائه النوابغ فى الداخل والخارج لإطلاق طاقتهم الخلاقة فى العلم والإبداع والشراكة الحضارية فى تظل مصر أسيرة تتغنى بماضيها العريق بل تستمد منهم العون لبناء مستقبل زاهر بشروط التفوق والتقدم دستور يحرص على تحفيز إرادة الشعب لتحقيق أحلامهم الثورية المشرعة المقدرة حجم تضحيتهم النبيلة فيبلورون مقومات مجتمعهم الحديث بطريقة تستوعب مبادراتهم الطموحة وتحتضن آمالهم فى وطن يسكن قلوبهم ويعمر بهم.