أصدرت دار الكتب والوثائق القومية كتابا بعنوان "وثائق مصر فى عصر المعلومات"، وفى عنوان جانبى "تجربة مصرية رائدة لميكنة مقتنيات دار الوثائق القومية". الكتاب يشرح كيف قامت دار الكتب والوثائق القومية بميكنة مقتنياتها، وهى ثمرة جهد متواصل لأكثر من ست سنوات ما بين الهيئة العامة لدار الكتب ووزارة الاتصالات، ممثلة فى مركز توثيق التراث الحضارى. ويقول د. محمد صابر عرب، رئيس مجلس إدارة دار الكتب فى مقدمة الكتاب، إن الفكرة بدأت من خلال مجموعة أوراق متواضعة كانت دار الوثائق تعتمد عليها كقواعد بيانات تخدم الباحثين المترددين على الدار. ويذكر د. عرب أن هذا المشروع عمل فيه ما بين 800 إلى 1000 شاب وفتاة من خريجى الجامعات المصرية، حيث أعيد تأهيلهم وتدريبهم على تكنولوجيا المعلومات وعلى قراءة الوثائق. ويشير عرب إلى أن إنجازات المشروع لا تتمثل فقط فى إنشاء فهرس إلكترونى لمقتنيات الدار، وإنما ميكنة متكاملة تبدأ من نظام التسجيل الآلى للباحثين، وحجز مكان فى قاعة البحث، واستدعاء إلكترونى للوثائق والملفات. الكتاب يعطى خلفية تاريخية عن دار الكتب وتطور نظام الحفظ فى مصر، وأمثلة على وثائق من العصر الإسلامى والعثمانى، ثم يشير إلى توقيت ظهور الحاجة إلى قاعدة بيانات رقمية، وأهداف مشروع ميكنة مقتنيات دار الوثائق القومية، كما يشير إلى التكنولوجيا المستخدمة فى عمليات الميكنة ويشرح مراحلها المختلفة، ثم مراحل تنفيذ المشروع. ويضم الكتاب العديد من الأشكال التوضيحية لهذه المراحل، والعديد من الصور الفوتوغرافية لفرق البحث والعاملين على هذا المشروع، وللسجلات والوثائق قبل فرزها وبعده، وتبين هذه الصور مدى أهمية المشروع لحماية الوثائق من الضياع، كما تعرض إحدى صور الكتاب للخرائط والفرمانات والوثائق ذات الأحجام الخاصة التى تزيد أحجامها عن المتر المربع، وحجج الأمراء والسلاطين التى يزيد طول بعضها عن 40 مترا، وهذه الأحجام الخاصة وضعتها دار الوثائق القومية فى دواليب خاصة ذات أدراج كبيرة الحجم. ويعرض الكتاب إنجازات المشروع ومخرجاته ومنها فرز وتصنيف وترقيم مقتنيات الدار، وعمل قاعدة بيانات لخمس وعشرين مليون وثيقة.
