لبنى أحمد الحسين الصحفية المتهمة بلبس البطال واعتبره القضاء السودانى زيا غير محتشم، وقد يحكم عليها بالجلد وقد أدلت بتصريحات بأن بنطالها كان من النوع الواسع ونحن نحترم القضاء السودانى كما نحترم القضاء المصرى. والذى يهمنا فى القضية هو البنطال أو البنطلون، والمتتبع للأزياء النسائية فى الستينيات والسبعينيات والثمانينيات فإن الأزياء مرت بتطورات وكانت التطورات سريعة وكانت تتغير الموضة مع تغير الفصول المناخية، وكانت الجيبة أو كما ينطقها البعض (الجوب) مع تخفيف الواو ومط شفتيك قليلاً فمن الشانيل إلى تحت الركبة إلى فوق الركبة إلى المينى جوب إلى الميكروجوب إلى الشورت إلى الشورت الساخن ثم البنطلون بأنواعه الواسع والشارلستون الحريمى والمحزق، وعند البنطلون وتوقف مصمموا الأزياء 25 سنة ويبدو أنهم أفلسوا عن الاختراع أو لاحظوا أن الرجالة مبسوطين بالبنطلون وطوروا فى البلوزة، فمن البلوزة الكاملة للبلوزة التى تظهر النحر ثم التى تظهر الظهر ثم التى تظهر البطن شوية ثم التى تظهر البطن شويتين ثم تلات شويات، والحبل على الجرار، ولكن المشكلة أنهم تركوا البنطلون وأصبح لبس - وما أحبش أقول لباس – غالبية الفتيات والنساء: الطالبات والموظفات والممثلات والمذيعات والمحجبات وغير المحجبات والمنقبات وغير المنقبات. ولنتساءل عندما كانت المرأة تلبس المايكروجوب ففى أى اتجاه كان الرجال يصوبون أنظارهم وأكيد أكيد وبمنتهى الأدب إلى الجزء العارى من الساقين، وكذلك عندما كانت تلبس المرأة المينى جوب وتحت الركبة وفوق الركبة، ولما لبست المرأة الجوب الشانيل (الطويلة) فأكيد سيصوب الرجال أنظارهم إلى وجوههن أو أيديهن، حيث جمال المرأة كامن فيهما، ولما لبست المرأة البنطلون وخاصة المحزق فإن سهام العيون الفضولية توجهت إلى مكان لا يحتاج توضيح ولا توصيف ولا تصريح، ولو تابعت البرامج التليفزيونية فإنك تلاحظ ماذا تفعل المرأة فى وضع الجلوس فهى بفطرية شديدة تضع رجلا على رجل بلا تكبر ولا غرور ولا استعلاء، ولكن للحياء الفطرى المتأصل فى نفسها وأحياناً تضع وسادة صغيرة من الوسائد التى بجوارها فوق رجليها بطريقة عفوية، وإذا كانت واقفة فهى تشبك يديها كما كانت تفعل جدتها حواء، ولكن ستنا حواء كانت تستخدم ورق الجنة. والله إنها معاناة شديدة ويجب على النساء أن يتحررن منها، ولكن الموضة تحكم وكل أنثى تدرك أنه مهما كان الرجل جنتلمان ومتحضر ومتعولم، ومهما أخذ يخاطبها وينظر فى وجهها ويجاهد ألا يتعدى وجهها، ولكنه أكيد أكيد سيستكشف خلسة ما تريده ألا يستكشفه. وكثير من النساء لا يصلح البنطلون كلبس لها لأنها سمينة مثلا فيبرز أشياء غير لطيفة أو لأنها نحيفة فيبرز أشياء غير ظريفة أو مقوسة الساقين أو بها عيوب فى عمودها الفقرى أو فى خاصرتيها أو فى بطنها، فيصبح شكلها سيئا ومقززا ومنفرا. ولذلك أن أحترم القضاء السودانى.