بدا لى بوجه عبوس وعينين مرهقتين زائغتين.. وجه سؤاله نحوى كطلقة خرطوش: هو فى إيه.. إيه اللى بيحصل بالظبط..؟ بهدوء قلت: تقصد إيه.. قال: إيه اللى بيحصل فى البلد ولا أنت كمان عامل نفسك مش واخد بالك.. تنحنحت وأقصيت عينى عن عينيه: مالها البلد ما هى زى الفل.. اصبر.. اصبروا شوية.. احنا فى مرحلة انتقالية يا جماعة.. نفث فى وجهى غضبه ورد بحنق: بكره الكلمة دى.. بقالنا تلات سنين فى الانتقالية دى.. يا عم أنا ذنبى إيه أجيب الباميا ب14 جنيه وأنبوبة البوتاجاز ب50 جنيه وفاتورة الكهربا زادت 3 أضعاف.. ولا فى أمن ولا نظام فى أى حاجة.. بهدوووووء قلت: يا صديقى.. نحن نحارب الإرهاب وهذا أمر طبيعى فى مثل هذه الظروف.. إن شاء الله هتبقى آخر حلاوة.. أنا بقولك أهه وافتكر كلامى. لا يزال فى عنفوان غضبه: يا عم وماله يحاربو الإرهاب ويحاربو الكباب كمان.. وأنا ذنبى إيه..؟ طيب ما يحاربو الفوضى والفساد والاستهبال.. وبعدين مين بيحارب الإرهاب مش الشرطة والجيش.. طيب البهوات التانيين بيتفرجو.. ما يشوفو شغلهم.. لم أجد ما أرد به فاستطرد هو: تفتكر ممكن نرجع زى الأول؟؟ بتفائل قلت له مبشرا: أحسن بكتييييييييير قال: لا أنا عاوز بس نبقى زى الأول.. ولا يوم من أيامك يا بو علاء.. الأمن كان مستتب وآخر حلاوة.. ولا يوم من أيامك يا حاج مرسى.. المانجة كانت ب5 جنيه وبرده آخر حلاوة.. يا راجل افتكرلنا أيام كويسة.. أمال الناس ثارت عليهم ليه.. ناس خايبة وأنا أولهم.. هى فى حاجة اتعدلت.. دى مالت أكتر.. سمعت عن المراسل اللى اتعذب.. بهدوووووووء قلت: دى حالات فردية.. مش ظاهرة. ما هو فردية جنب فردية بيعملو حاجة كبيرة.. مش خالد سعيد كانت حادثة فردية.. وبعدها كانت ثورة يناير.. تصدق أنا بضرب نفسى بالجزمة.. أنا كل ما أثور آخد على قفاية أكتر.. مش عارف فى إيه... يا عزيزى كله هيبقى فل بإذن الله... كأنه لم يسمعنى: تقدر تقولى ليه ما بيطبقوش الحد الأقصى.. لمصلحة مين.. تقدر... صمت وفكرت.. ولم أجده بجوارى.. وبعد يومين قابلته ومعه علم... أنت رايح فين.. خلاص التالتة تابتة.. نازل الشارع.. نازل تعمل إيه.. أتظاهر.. جايز تصيب المرة دى... تركنى وانصرف.. ناديت عليه والابتسامة منفرجة بها شفتاى: أنت معاك تصريح... نظر إلى نظرة العاقل إلى المجنون..: تصريح إيه.. تصريح تظاهر.. ثم أعطيته ورقة إرشادية بقانون التظاهر.. وأنا لا أتمالك نفسى من فرط الضحك الذى تملكنى وأنا أبصر نظراته إلى الورقة وإليّ....