"تلك كانت أول مرة أسافر إلى جنوبسيناء لتأدية واجبى الشرطى بمديرية الأمن هناك، وأشعر بأن شيئاً سوف يحدث لىَّ, لذلك كنت مخنوقاً للغاية، وأحمد الله على إصابتى التى أعتبرها تاجاً على رأسى, لأنها بقضاء من الله وسأظل لآخر لحظة ونفس أتنفسه لن أتخاذل عن تأدية واجبى نحو بلدى الغالية مصر، ولكنى سوف أقاضى الطبيب الإخوانى الذى رفض إسعافى، وذلك لكى لا يخلط السياسية فى مهنته السامية مع أى مصاب شرطة مرة أخرى".. بهذه الكلمات تحدث النقيب إسلام إقبال، الضابط بقسم العمليات بمديرية أمن جنوبسيناء، والمصاب فى أحداث تفجيرات مديرية الأمن فى شهر أكتوبر الماضى, عقب زيارة "اليوم السابع" له بمنزله, بعد خروجه من المركز الطبى العالمى, بعد شهر من العلاج. وقال النقيب إسلام إقبال، فى حوار مع "اليوم السابع"، إنه منقول من إدارة البحث الجنائى بمديرية الشرقية, إلى مديرية أمن جنوبسيناء، منذ عام ونصف العام, وكان فى إجازة بمسقط رأسه بالشرقية، مشيراً إلى أن طبيعة العمل بمحافظات الحدود هى أن يقضى الضابط 15 يوماً بالعمل و15 يوماً إجازة، لافتاً إلى أنه فى يوم الحادث، كان عائداً من مسكنه بالشرقية، ولأول مرة توقع أن سوف يحدث له شىء. وعن يوم الحادث، الذى وقع فى السابع من أكتوبر الماضى, قال "إقبال": توجهت لعملى بقسم العمليات وفى الساعة العاشرة ونصف من صباح اليوم, اتصلت بصديق لى بالمديرية "الضابط وليد ثروت"، حيث كان فى مأمورية لتوصيل سجين "عرباوى"، وبعدها لم أشعر بأى شىء إلا وأنا فى مستشفى "الطور"، مستطرداً: وجدت نفسى بعد ساعة من ذلك غارقاً فى الدماء، فسألت المخبرين الذين كانوا معى بالمستشفى، فقالوا لىّ إن هناك قنبلة انفجرت فى المديرية، وهناك 4 أفراد توفوا ومصابين, وأنهم نقلونى بدراجة بخارية للمستشفى, وفى المستشفى لم تكن الإمكانيات على قدر المستطاع، حيث تم عمل إسعافات أولية, ونصحنى طبيب بالمستشفى بالتوجه إلى مستشفى شرم الشيخ، وذلك لعدم وجود طبيب رمد بمستشفى الطور, ودون أن أشعر وأنا غارق فى دمائى، حاولت أن أتمالك عافيتى وقمت بالاتصال بأمى لكى أطمئنها علىَّ، ولم أخبرها بشىء فى البداية, وقلت لها "اطمئنى يا أمى أنا بخير". وأضاف الضابط بقسم العمليات بمديرية أمن جنوبسيناء: بعدها بساعتين تم نقلى إلى مستشفى شرم الشيخ, وعند دخولى المستشفى, عملت أشعة على العين، وطمأننى طبيب قائلاً لى "أنت مصاب فى مقلة العين، ولكنها سليمة، ولكن لابد من إجراء عملية بها، وإذا مر عليك 12 ساعة دون إجراء العملية سوف تفقد الرؤية بها نهائياً, ولابد من توقف النزيف بها بأسرع وقت، ولن تستطيع السفر بطائرة لأى مستشفى لأن الهواء مُضر لها"، وبعدها نزلت غرفة العمليات، فحضر طبيب ملتحٍ، سألنى بعد دخوله "هو أيه اللى حصل؟"، فقلت له "فى قنبلة انفجرت فى المديرية وأصبت", فقال لى "من اللى أنتوا عملتوه فى رابعة", فصدمت من رده، وقلت له "هو حضرتك تعرف إيه عن شغلى؟..كنت سألت عليه وعرفت إنى بعمل حاجة وحشة". وتابع: بعد ذلك تركنى الطبيب الملتحى وخرج لمدة ساعة، ثم دخل مرة أخرى غرفة العمليات, فقلت له "أنا هاقدر أشوف بعينى تانى يا دكتور عشان شغلى", فقال ليه بالحرف "كل اللى أقدر أعمله ليك إنى أمضيك على إقرار، ومش مسئول إن كنت هتشوف بيها ولا لأ", فقلت له "أنا معتمد على الله وعليك", ثم خرجت من غرفة العمليات بعد 4 ساعات, وكانت والدتى وشقيقى الأكبر أحمد وزوجتى قد حضروا من الشرقية, وتم نقلى للمركز الطبى العالمى, وهناك أكد لى الأطباء أن الطبيب الذى قام بتخييط عينى، أهمل فى عمله وترك غرز زائدة عن الحاجة، فمكثت بالمستشفى شهراً, وسوف أسافر قريباً إلى إسبانيا لاستكمال علاجى. وأوضح "إقبال"، أنه قام أمس الأحد, بتحرير محضر ضد ذلك الطبيب الإخوانى، الذى يدعى "محمد كمال"، ليس من أجل تعامله معه، مشيراً إلى أن ما حدث له قضاء من الله، ولكن كى لا يكرر هذا الطبيب ما فعله مرة أخرى ويدخل السياسية فى مهنته السامية, وخاصة أن الطب رسالة. ولفت "إقبال"، إلى أنه "إذا ذهب مريض للعلاج بالخارج لن يسأله أى طبيب عن ديانته، وأردف متسائلاً: "كيف يتصرف هذا الطبيب المسلم مع مسلم مثله هكذا وهو ينزف دماً من عينه". يذكر أن النقيب إسلام إقبال، من مواليد مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية, وهو أخ لثلاثة أشقاء، اثنان منهم طبيبان هما؛ أحمد، وشيماء, إلى جانب "همس" الطالبة بالصف الثانى الثانوى، وقد تخرج من كلية الشرطة عام 2006، وبدأ عمله ملازماً بقسم أول الزقازيق، ثم ترقى لرتبة ملازم أول، وانتقل معاوناً لمباحث لمركز بلبيس، ثم تم نقله لقسم تنفيذ الأحكام بالمديرية, ثم ترقى لرتبة نقيب وعمل معاوناً لمباحث قسم ثان الزقازيق, ثم تم نقله إلى مديرية جنوبسيناء منذ عامين فى حركة تنقلات الشرطة، ويتميز بحسن الخلق والتواضع الذى ميزه عن غيره من زملائه، كما أنه تمكن خلال فترة عمله بقسم ثان الزقازيق من التعاون مع زملائه فى ضبط العديد من التشكيلات العصابية الخطرة والعناصر الإجرامية. وكانت التحقيقات التى باشرتها الأجهزة الأمنية بجنوبسيناء، قد أفادت بدخول سيارة دفع رباعى بها شخص ملثم عقب دخول سيارة شرطة إلى المديرية قبل غلق باب مديرية الأمن، مما دفع بالرقيب فتحى صابر، والمجند محمد موسى مسئولى الأمن بالبوابة بالتوجه وراء السيارة لإيقافها، لكنها انفجرت ولقيا مصرعهما فى الحال، فيما أصيب عدد كبير من ضباط وأفراد المديرية من بينهم النقيب إسلام إقبال بشظايا بالعين والوجه والجسم واليدين.