يسرا حسن اسم لا يعرفه الكثيرون، لم تحقق نجومية فى مهنة الصحافة، اسمها لم يدرج فى جداول النقابة إلا منذ عام وشهور، رغم أن عطاءها للمهنة بدأ عام 1988 سنة تخرجها فى قسم الإعلام بجامعة الزقازيق، تنتمى يسرا "لملح المهنة" الذى لا تستقيم المهنة بدونه، ولكن لم تمنحها المهنة "عسلها". عملت فى القطاع المنسى من المهنة رغم أهميته "الصحافة الإقليمية" وانحازت أيضا فى القطاع المنسى، وهى "الصحافة الإنسانية"، يدفعها إيمان شديد برسالة المهنة، وقدرتها على التأثير والتغيير على المستويين العام والخاص. التغيير على مستوى الإنسان يعرفها جيدا فقراء الإسماعيلية الذين سعت فى قضاء حوائجهم.. قرار علاج على نفقة الدولة، مساعدة الأيتام، زواج الفقيرات ودفع مصروفات مدارس لغير القادريين. الاهتمام بالخدمات والاقتراب من البشر لم يمنعها من تفجير قضايا هامة فجرت حملة صحفية عن انتشار أمراض السرطان فى إقليم القناة والسويس، ولم تكن تعلم أن لها نصيبا من المرض. كشفت الفساد فى النقل البحرى وكتبت عن الموت فى عبارات نقل الحجاج، كان ذلك قبل كارثة غرق عبارة السلام. يسرا دخلت نقابة الصحفيين بحكم من محكمة الاستئناف لأن ثورة يناير قامت وورقها لازال فى لجنة القيد، ولأنها كانت تعمل فى جريدة "الوطنى اليوم" لسان حال الحزب الوطنى، اعتبروها فلول ومتهمة بإفساد الحياة السياسية. وجاء حكم المحكمة لينصفها ويشيد بكتاباتها. تجربتها فى الصحافة تشبه الكثيرين ممن يمتلكون الكفاءة والكفاءة فقط انتقلت بين عدة صحف هى: "جريدة القناة، والمساء، ونهضة مصر، والاقتصادية، والدراويش، والوطنى اليوم، والرحمة". استمرت تعمل بحماس حتى الأيام الأخيرة من عمرها وكأنها تريد أن ترتوى من المهنة، لم تشكو ولم تتبرم حتى عندما رفضت النقابة قبول ملفها ضحكت وقالت بسخرية "اعتبرونى فلول يا أستاذة نجوى". ورديت عليها بسخرية أيضا "يسرا أنا باحب الفلول الإسمعلاوى دمهم خفيف"، كان هذا جزء من حوار طويل دار بيننا ونحن فى انتظار دورها عند الطبيب بعد اكتشاف إصابتها بسرطان الرئة، لم تتخلى عن روحها المرحة حتى فى أشد لحظات الألم. تجربة يسرا مع المهنة عنوانها الإخلاص والصدق وحب الناس، وتجربتها مع المرض عنوانها "الصبر والرضا". فى حفل تأبين يسرا بنقابة الصحفين لم يحضر إلا من عرفها وأحبها زملاء دراسة وزملاء عمل وتلاميذها وأسرتها، والزميل سمير الحسن مدير مكتب جريدة الأسبوع بالإسماعيلية وبناتها دعاء وإيمان وآية. أما هى فكانت حاضرة رغم الغياب وتحول حفل التأبين إلى حفل تكريم وتحولت كلمات الرثاء إلى شهادات من تلاميذها ومحبيها. رحم الله يسرا وعوضها خيرا عن إخلاصها للمهنة وصبرها على المرض.