سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون: مغازلة "أوغلو" مصر خطوة جيدة فى تغيير الموقف التركى تجاه ثورة 30 يونيو..ويؤكدون: جاء بعد تأكدهم من انتحار الإخوان سياسيا ولابد من اعتذار رسمى للشعب والأزهر..والخارجية: سفيرنا لا يزال بالقاهرة
اعتبر عدد من السياسيين أن تصريحات أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا، التى غازل فيها مصر، وأشار فيها إلى أن بلاده تؤيد اختيارات الشعب المصرى ولا تدعم جماعات أو أشخاصاً، وشدد على أهمية الوحدة والتكامل بين القاهرةوإسطنبول، تعد خطوة جيدة فى طريق تغير الموقف التركى تجاه ثورة 30 يونيو. واشترط السياسيون إعلاناً رسمياً من أنقرة واعتذاراً للشعب المصرى ولمؤسسة الأزهر الشريف بشكل خاص، مؤكدين أن الجانب التركى تيقن من أن مصالحه فى أفريقيا مهددة حال استمرار قطيعتهم مع النظام الجديد، وأن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على المصالح. ففى هذا السياق قال المهندس محمد سامي، رئيس حزب "الكرامة" عضو لجنة الخمسين، أن مراجعة النظام التركى لمواقفه تبدو فى تصريحات وزير خارجية تركيا عن مصر، باعتبار أنها رصدت خسائر ستلحق بمصالحها وأسواقها فى حال معاداة مصر. وأضاف "سامى" أن هذه المراجعة فى المواقف تأتى فى إطار حسابات المصالح، حيث تبين لهم أن القطيعة مع النظام المصرى لن تفيدهم، وأن جماعة الإخوان المسلمين قد انتحرت سياسياً، وأن مصر ماضية فى طريق خارطة الطريق ولن تتراجع عنها. وأكد حامد جبر، القيادى بحزب "الكرامة" و"التيار الشعبى"، أن الماسك بزمام الأمور فى تحديد الموقف التركى، هو رجب طيب أردوغان، وأن ما قاله وزير خارجية تركيا لا يفسر إن كان موقفاً شخصياً له أم أنه موقف بلاده، وعليه إن كانت بلاده قد غيرت موقفها تجاه ما يجرى فى مصر فعليهم أن يعلنوا هذا صراحة. ولفت "جبر"، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن الإدارة المصرية والشعب لا يعادون أحداً ولا يغلقون باب التعاون مع أى طرف، إلا إن كان غير معترف بما جرى فى مصر يوم 30 يونيو، مؤكداً أن الباب مفتوح للتعاون مع كل من يعترفون بإرادة الشعب. ومن جهته، أكد محمد كمال، عضو المكتب السياسى والإعلامى بحركة "شباب 6 إبريل"، أن التغير فى الموقف التركى يعد خطوة جيدة، لأن العلاقات التى تربط الشعبين لابد أن تعود مرة أخرى، مشيراً إلى أن البعد التاريخى لها يرجع إلى فترات تاريخية بعيدة، مشدداً على أن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على المصالح المشتركة بين الدولتين. واعتبر "كمال" أن العلاقات الدولية بين مصر وتركيا لابد أن تتحد، خصوصاً فى مواجهة الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وكذلك محاولات المدّ الإيرانى إليها، مطالباً إسطنبول أن تصدر بياناً رسمياً تعتذر فيه لمؤسسة الأزهر الشريف. ونوه عمرو على، القيادى بحزب الجبهة الديمقراطية، أنه على تركيا أن تعلم أن علاقتها بمصر الآن ليست علاقة الباب العالى بولاية تابعة للصدر الأعظم فى أنقرة، بل علاقة مبنية على الندية والاحترام، مشيرا إلى أن تركيا تعلم أن مصر هى بوابتها لأفريقيا وأنها بدون علاقات جيدة بالقاهرة ستكون أسواق أفريقيا المستهدفة من الاقتصاد التركى معرضة للضياع. وأردف "على"، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن ارتباط تركيا وأردوغان بالإخوان كان بسبب "سذاجة" "الجماعة" التى سهلت لتركيا أبواب أفريقيا دون مقابل، مشددا على أنه على أنقرة أن تعلم أن علاقتها بالقاهرة مفتاحها الحقيقى الاحترام المتبادل. ومن جانبه علق السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، على تصريحات وزير الخارجية التركى الأخيرة بشأن مصر، قائلاً إن الموقف المصرى واضح، وهو أن السفير المصرى لا يزال فى القاهرة، ولن يعود فى القريب العاجل إلى أنقرة حتى نتثبت ونتحقق من احترام إرادة الشعب المصرى وعدم التدخل فى الشأن الداخلى المصرى. وذكر المتحدث باسم الخارجية خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "مانشيت" الذى يذاع على قناة "أون تى فى"، أن تصريحات وزير الخارجية التركى عبارة عن تصريحات نشرت فى وسائل الإعلام، وأن مواقف الخارجية لا تتحدد على أساس تصريحات هنا أو هناك، ولكن لابد من التثبت أولاً من وجود مواقف محددة تحترم إرادة الشعب المصرى. وكان أوغلو قد أكد خلال مؤتمر صحفى عقد فى السفارة التركية فى الكويت قبل مغادرته العاصمة الكويتية، أن "تركيا لا تدعم شخصيات أو مجموعات معينة، لكنها تدعم الرئيس المنتخب، أو أى شخص يتم اختياره عن طريق الانتخابات، حيث إن تركيا تفعل ذلك لصالح مصر، ولا تريد إلا شيئاً واحداً فقط وهو "مصر قوية" لأننا نريد جيشاً مصرياً قوياً". كما نفى وزير الخارجية التركى بشدة أن تكون تركيا قد هاجمت مؤسسة الأزهر الشريف التى وصفها بالمقدسة، والتى تحظى باحترام جميع الأتراك، وقال إن شيخ الأزهر كان أول من التقى واستقبل رجب طيب أردوغان خلال زيارته الأخيرة لمصر.