اللواء محمد كامل رئيس قطاع أمن مطار القاهرة: عدد العاملين بتأمين المطار 715 فردا ولا يكفون لمواجهة العمليات التخريبية..40 مليون جنيه تكلفة تأمين مهبط الطائرات و سواتر خرسانية للتصدى لصواريخ «آر بى جى»

نقلا عن اليومى :
فى ظل ما تشهده البلاد حاليا من موجة عنف غير مسبوقة، واستخدام العناصر الإرهابية أسلحة ثقيلة لأول مرة داخل شوارع العاصمة مثل الآر بى جى، والسيارات المفخخة والمتفجرات، وغيرها، ظهرت الحاجة الملحة إلى اختبار رجال أمن المطار للتأكد من سيطرتهم على زمام الأمور، وتمثل الاختبار الذى تعرض له هذا القطاع رغم أنفهم، فى محاولة أعضاء ألتراس النادى الأهلى اقتحام صالات المطار مؤخرا، إلا أن رجال الأمن تصدوا لهم وتم القبض على معظمهم فى الواقعة التى كانت لافتة والأولى من نوعها، إذ كشفت امتداد خطر عنف المظاهرات إلى المطار، مما دعا إلى إجراء هذا الحوار مع اللواء محمد كامل رئيس قطاع أمن مطار القاهرة الدولى الذى تطرق فيه إلى تفاصيل الخطة الأمنية لمواجهة أسلحة الإرهاب الثقيلة، وإلى نص الحوار.
ما هى التفاصيل الحقيقية لواقعة اقتحام ألتراس الأهلى صالات مطار القاهرة؟
- الأزمة بدأت بتجمع أفراد من ألتراس الأهلى لاستقبال بعثة ناديهم، وفى البداية اتسمت تجمعاتهم بالسلمية، وحضروا فى وسائل نقل متعددة بينها السيارات الملاكى، وسيارات النقل الجماعى، ومع مرور الوقت بدأ بعضهم فى الاشتباك اللفظى مع أفراد الشرطة المسؤولين عن تأمين بوابات صالات المطار، لكننى أمرت رجالى بضبط النفس، ثم عاد أفراد الألتراس للاعتداء اللفظى على رجال الأمن مرة أخرى وبطريقة أشد مع استخدامهم للشماريخ، مما أصاب الركاب بالهلع، واضطر أقارب الركاب المودعون للفرار من صالات المطار معتقدين أن صالات المطار تتعرض للاختراق، وهو ما دفعنى لإصدار أوامر فورية لإنهاء تلك المهزلة، وبالفعل تمكن رجال الأمن من ردع أفراد الألتراس ومطاردتهم داخل موقف سيارات المطار، وإبعادهم عن الصالات، مما دفع بعضهم لاستخدام الخرطوش للاعتداء على رجال الأمن، إلا أن الشرطة تمكنت من القبض على عدد كبير منهم، وفى اليوم التالى حضر رجال النيابة العامة لمعاينة موقع الاشتباكات، وتمت مراجعة كاميرات المراقبة للتأكد من اعتداءات أفراد الألتراس على رجال أمن المطار.
هل هناك فرق بين رجال الشرطة المدنية وقطاع أمن مطار القاهرة الذى ترأسه؟
- يعد قطاع أمن مطار القاهرة الدولى الذى أترأسه أحد القطاعات المعنية بالأمن داخل المطار بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية بالمطار مثل الأمن الوطنى والمخابرات والأجهزة الشرطية، ومسؤوليته الحفاظ على الركاب والمنشآت والمبانى، ويبدأ دور رجالى بتأمين الأبواب الخارجية المؤدية إلى صالات السفر والوصول بالمطار، ويتمثل دور رجل الأمن فى التأكد من شخصية الراكب، وما إذا كان يحمل كافة أوراقه المطلوبة لإنهاء إجراءاته أم لا، وفى نفس الوقت نعمل على الكشف المبكر للعمليات التخريبية للوقاية المبكرة، فيما ينتشر عدد آخر من رجال الأمن بمنطقة الدائرة الجمركية بشكل سرى غير معلن لكشف العناصر التخريبية مبكرا، وضبطهم قبل افتعالهم أية مشكلة.
كيف تعمل منظومة الأمن وكاميرات المراقبة فى تأمين صالات المطار؟
- لدينا مركز عمليات أمنى يراقب الأوضاع داخل صالات المطار على مدار 24 ساعة، وتساعدنا فى ضبط الأمن والحفاظ على متعلقات الركاب، وتعقب المجرمين فى أسرع وقت ممكن، ومنع المشكلة إن أمكن قبل وقوعها، كما تمت الموافقة على دعم مبنى 1 بمطار القاهرة الدولى بعدد 216 كاميرا متحركة لمتابعة الأحداث داخل الصالات على مدار اليوم، وتتكلف تلك الكاميرات مبلغا مبدئيا 4 ملايين جنيه، ومن المقرر أن يتم تركيب تلك الكاميرات بمعرفة القطاع الهندسى، كما توجد دراسة لتطوير المنظومة الأمنية بمطار القاهرة الدولى بالكامل، حيث سيتم تدعيم مبنى 3 الجديد بكاميرات من نفس النوع.
هل خصصتم لأسوار مهبط مطار القاهرة جانبا من منظومة التطوير الأمنية؟
- تمتد أسوار مهبط مطار القاهرة الدولى إلى مسافة 63 كيلو مترا، وجار حاليا تفعيل مشروع تأمينه بكاميرات مراقبة حديثة، ورادارات رصد الأفراد، بمعرفة أجهزة سيادية، وستصل تكلفة المشروع من 20 إلى 40 مليون جنيه، هذا بجانب الانتشار الشرطى، والعناصر القتالية المسلحة، ودوريات سيارة على مدار الساعة، كما سيتم تشييد جدران خرسانية على بعض الأجزاء بأسوار مهبط المطار لتأمينها ضد صواريخ الآر بى جى، وغيرها من الأسلحة الثقيلة التى انتشرت مؤخرا داخل العاصمة المصرية.
هل تعتمدون أكثر فى منظومة الأمن على العنصر البشرى أم التكنولوجيا فقط؟
- نعمل فى مطار القاهرة الدولى بعقيدة السلاح بالجندى، وليس الجندى بالسلاح، حيث وضعنا مواصفات خاصة لتشغيل عناصر الأمن بالقطاع، خاصة أن التهديدات الأمنية التى تعانى منها المرافق الحيوية بالدولة حاليا ازدادت، وبدأنا نواجه ما يسمى بالألتراس، والجماعة المحظورة، والوقفات الاحتجاجية بأنواعها، وغيرها من التهديدات، فظهرت الحاجة إلى تطوير العنصر البشرى، ونعمل على ذلك من خلال دورات أمنية داخل المطار، أو بمعاونة رجال أمن شركة مصر للطيران والأجهزة السيادية بالدولة، وكل فترة يتم إشراك كافة العاملين بالمطار بمحاضرات للتوعية الأمنية، يحاضر فيها رجال من هيئة عمليات ميناء القاهرة الدولى.
كم يبلغ عدد العاملين بقطاع أمن مطار القاهرة وهل هو عدد كاف لمواجهة الاختراقات الأمنية؟
- قطاع أمن مطار القاهرة الدولى يضم 715 رجل أمن، وهو عدد غير كاف، خاصة مع الزيادة الملحوظة فى منشآت المطار، حيث استجد على أروقة المطار الصالة الموسمية، والقطار الآلى، والجراج متعدد الطوابق، وغيرها من المنشآت التى تحتاج إلى مزيد من رجال الأمن لتأمينها ضد أى اعتداءات، وفيما يتعلق بالاختراقات ففى حال حدوث أى اختراق أمنى، يتم التعامل معه فورا، ويتم العمل على تلافى الأخطاء، وحتى الآن معظم حالات التسلل التى شهدها مطار القاهرة تم ضبطها قبل توغلها فى المطار والوصول إلى الطائرات، ولا نخجل من الاعتراف بالخطأ فى حال حدوثه، لأننا نؤمن بأن الخطأ هو عدم الاعتراف بالخطأ، وما يميز رجال أمن المطار هو قدرتهم على دراسة الأخطاء ومراجعة العناصر الأمنية المسؤولة عن نقطة الاختراق لتلافى الخطأ والعمل على تفاديه مستقبلا.
مع تزايد أوجه التهديدات الأمنية.. ما هى استراتيجية التعامل مع تطور النشاط الإجرامى؟
- أعلنت سلطات مطار القاهرة الدولى بمختلف أجهزتها الأمنية، حالة الطوارئ اعتبارا من 26 يونيه الماضى، خوفا من اقتحام أية عناصر تخريبية، وتشهد مداخل المطار تعاون القوات المسلحة والشرطة المدنية، ورغم تراجع العناصر التخريبية عن محاولات اقتحام المطار، إلا أن هناك تخوفات من تسلل عناصر تخريبية محترفة بشكل أو بآخر، ولذلك تنشط عمليات التحريات المكثفة على سيارات النقل الجماعى، ومناقشة الموجودين فيها.
هل يستطيع أمن المطار التعامل مع العناصر التخريبية المحترفة؟
- رجالنا فى حالة تدريب مستمر، وقادرون على التعامل مع أى عنصر إرهابى، وبعد مهاجمة القمر الصناعى بالآر بى جى، اجتمعت الأجهزة الأمنية بالمطار، وبحثنا سيناريوهات لعمليات تخريبية قد تستهدف الطائرات الرابضة على أرض المهبط بأسلحة الآر بى جى من خارج الأسوار، أو من أعلى أسطح العمارات المحيطة بالمطار، وجار العمل على تأمين أسوار المطار بسواتر خرسانية، وتأمين العمارات المجاورة، فيما يعرف بمنظومة الأمن الوقائى بالتعاون بين الأجهزة الاستخباراتية، والأمن الوطنى، وأجهزة البحث الجنائى.