قال دان مريدور وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلية، وأحد قادة حزب الليكود اليمينى اليوم، الأربعاء، إن إسرائيل لن تعود إلى حدود ما قبل حرب 1967، مشيراً إلى أن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى لن يعرض "ما هو أكثر مما عرضه سلفه إيهود أولمرت" على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ورفض مريدور فى مقابلة أجرتها معه مجلة "دير شبيجل" الألمانية الأسبوعية، تصنيف الإدارة الإسرائيلية الراهنة بأنها "متشددة"، لافتاً إلى أن رفض عباس الراهن التفاوض حتى تجميد إسرائيل كلية الأنشطة الاستيطانية، بالرغم من الحقيقة الخاصة أنه ظل يتفاوض مع أولمرت على مدار ثلاثة أعوام إبان فترة إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش عندما كانت سياسة الاستيطان الإسرائيلية مطابقة لسياسة نتانياهو. واعتبر مريدور موقف عباس الراهن إنما هو نتاج لقضايا داخلية، وربما يرجع انتهاج عباس لهذا لمسار أيضا إلى عدم سيطرته على قطاع غزة، الذى يقيم به نسبة 40 فى المائة من سكان الأراضى الذين لا يمكنهم حتى مجرد السفر، وربما أيضاً رغبته فيما هو أكثر من مجرد دولة فلسطينية، وإن كان ليس هناك شىء أكثر لمنحه إياه. ورداً على سؤال حول الأحاديث التى أدلى بها موشيه يعالون وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى فى الأسبوع الماضى الذى كان قد أعرب خلال جولة أخيرة بالضفة الغربية عن تأييد للمستوطنين غير الشرعيين أوضح مريدور أن الائتلاف الحكومى الإسرائيلى الكبير يحتفظ بوجهات نظر متنوعة وأن ما جاء على لسان يعالون لا يمثل سياسة رسمية لرئيس الوزراء نتانياهو، كما أنه لا يمثل أيضا سياسة رسمية للحكومة. وقال وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلى، إن إسرائيل لم تشيد أى مستوطنات جديدة، ومن ثم فنحن قد أوفينا بالتفاهمات التى كنا قد توصلنا إليها مع الإدارة الأمريكية السابقة، وهناك بعض المباحثات التى تجرى حالياً حول شكل ما من التسويات أو حلول الوسط. وشدد مريدور على استحالة أن تكون مدينة القدس القديمة بالمربع اليهودى وحائط المبكى جزءاً من أى دولة عربية بأى حال من الأحوال، وأن مجرد التفكير فى هذا سيكون مثله كمثل من يرسم خطاً على الرمال، موضحاً أن كافة الأحزاب السياسية الإسرائيلية الهامة مشتركة تماماً فى هذا الاعتقاد، ومن ثم فإنه لا يمكن أن تكون هناك أى مساومات بشأن أرض بالضفة الغربية وأن كافة الحكومات الإسرائيلية متفقة على خيار القدس الموحدة، وهذا هو موقف إسرائيل الواضح بشأن تلك القضية، وأن كان يمكننا التفاوض بشأن القدس بدون شروط مسبقة. وتابع المسئول الإسرائيلى الاستخباراتى بقوله "أما بالنسبة لقضية الحدود النهائية فهى متاحة للبحث والمناقشة، وإن كان ينبغى التنويه إلى أننا لن نعود إلى خط 1967 وهو شىء مؤكد، حسب قوله. وأعرب مريدور عن تفاؤله حيال استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، مشيراً إلى تفاؤله التام بتطور الأوضاع فى الشرق الأوسط بأسلوب إيجابى، وقال إنه ليس هناك فى الأفق ما يمكن أن ينبىء بغير ذلك حتى الآن. كما حذر من أن إقحام الدين فى صراع تم تصنيفه تاريخياً بناءً على أفكار قومية يعقد الأمور. ونبه إلى خطأ اعتقاد بعض الأشخاص أنه يمكن صنع سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى ظل الوضع القائم بدون تقديم أى تنازلات مؤلمة، معتبراً أن الوضع القائم بالنسبة لإسرائيل يعد خياراً مؤلماً وهى فى حاجة إلى تغييره والمجازفة بمواجهة أى أخطار، وينبغى علينا أن نضع فى الحسبان الدروس التى تعلمناها من الماضى.