أعلن الأب فيديريكو لومباردى المتحدث باسم الكرسى الرسولى، أن البابا فرنسيس دعا إلى جمعية استثنائية لسينودوس الكنيسة حول التحديات التى تواجهها العائلة الكاثوليكية، من الخامس إلى التاسع عشر من أكتوبر المقبل فى الفاتيكان. وستتمحور الجمعية الاستثنائية للسينودوس الذى سيشارك فيه رؤساء المؤتمرات الاسقفية من جميع أنحاء العالم وخبراء، أى حوالى 150 شخصا، حول "التحديات الراعوية للعائلة فى إطار التبشير بالإنجيل". وكان البابا أعلن مرارا أنه يأمل فى تعميق مختلف المواضيع الساخنة المتعلقة بالعائلة ومنها موضوع المطلقين الذين تزوجوا من جديد. وهذه هى المرة الثالثة منذ إنشاء سينودوس الأساقفة قبل 48 عاما، توجه الدعوة إلى عقد جمعية استثنائية. وتوجه هذه الدعوة عندما "تتطلب المادة المطروحة للبحث تحديدا سريعا"، كما ينص على ذلك قانون السينودوس الذى أشار إليه الأب لومباردى. وأوضح الأب لومباردى أهمية هذا الإعلان الذى تم تقديمه منذ بعض الوقت وكان واحدا من المواضيع الأساسية لاجتماع مجموعة الثمانية للكرادلة من الثلاثاء إلى الخميس الماضى، ووصفه بأنه "بالغ الأهمية". وقال للصحفيين "هذه هى الطريقة التى ينوى البابا اعتمادها لدفع المناقشات قدما ورسم طريق الكنيسة من خلال المشاركة المسئولة للأساقفة من مختلف أنحاء العالم". وكان البابا فرنسيس قال الأسبوع الماضى خلال زيارته إلى اسيز، إن الارتباط الدائم بين رجل وامرأة فى الزواج، والعائلة التقليدية هى حقائق تريد الكنيسة الدفاع عنها. وأعرب عن أسفه للطريقة "السطحية والملتبسة أحيانا" للنظرة إلى العائلة اليوم. فارتفاع عدد عمليات الطلاق والقوانين المتعلقة بزواج مثليى الجنس فى مختلف البلدان يقلق الكنيسة التى ترى فيها تشكيكا فى النموذج التقليدى للعائلة الوارد فى الكتاب المقدس. ويدعو البابا فرنسيس إلى معالجة أكثر تعاطفا فى إطار الكنيسة مع الأشخاص الذين لا يعيشون "بانسجام" مع تعاليمها، كالمطلقين والأشخاص الذين يعيشون مع بعضهم البعض من دون زواج ومثليى الجنس والنساء اللواتى أجهضن شعرن أنهن منبوذات. لكنه لم يطرح تعاليم الكنيسة على بساط البحث. وقد تمت الدعوة إلى هذا الاجتماع أيضا، لأن الخلية العائلية تعتبر المكان الأول لانتقال الإيمان، وذلك لمواجهة التراجع الكثيف للدين المسيحى فى البلدان الغربية. وشدد المتحدث على القول إن الكنيسة تريد "اتخاذ توجهات راعوية مشتركة حول النقاط الأكثر أهمية، كلاهوت العائلة تحت إدارة البابا والأساقفة". وانتقد الأب لومباردى موقف الابرشيات التى تتخذ مبادرات آملة فى دفع الأمور إلى الأمام، كوثيقة إبرشية فريبورغ (جنوب غرب ألمانيا) التى تفتح إمكانية المناولة للمطلقين الذين تزوجوا من جديد. وأضاف الأب لومباردى أن "أقدام مكاتب محلية أو أشخاص على اقتراح حلول راعوية خاصة، من شأنه أن يؤدى إلى الفوضى". وفى المقابل، يجب أن تتخذ القرارات حول مواضيع بهذه الأهمية "بالإجماع التام". وبعد المجمع الفاتيكانى الثانى (1962-1965)، أنشأ البابا بولس السادس "السينودوس" لتعزيز الروح الجماعية بين الأساقفة والبابا. ولهذا السينودوس أمانة سر دائمة. وقد عقدت اجتماعات عادية (موسعة) أو استثنائية (مصغرة) حول مختلف المواضيع، لكن الروح الجماعية ليست سائدة كما يجب. ويريد البابا فرنسيس تعزيزها، ومن الوسائل المطروحة تحويل مجلس الأمانة العامة للسينودوس مجلسا دائما يعمل مع البابا.