لا تزال أصداء الأزمة الراهنة المتعقلة بالميزانية فى الولاياتالمتحدة وما ترتب عليه من إغلاق حكومى يسيطر على تغطية صحيفة "واشنطن بوست"، فنشرت تقريرا عن تأثير هذا الإغلاق على السياحة فى واشنطن، وقالت فيه إن المدينة أصبحت تمتلئ بالعاملين والسائحين الذين لا هدف لهم مع إغلاق أهم المقاصد السياحية فى المدينة وهى قلعة سميثسونيان. وقال أحد هؤلاء السائحين إنه يشعر بأن عزيمته قد ثبطت، وأضاف أنه كان من المفترض أن يكون وقتا ممتعا له، وأنه كان يتطلع لزيارة زيارة متحف الفضاء والجو الوطنى. من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن هذه الأزمة مختلفة عن الأزمات السابقة المماثلة، حيث لا يوجد هذه المرة مفاوضات رفيعة المستوى بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى. وتوضح واشنطن بوست أن المواجهات المالية على مدار السنوات الثلاثة الماضية تبعت جميعها سيناريو مألوفا: أولا يكون هناك مفاوضين زائفين يعملون على مقترحات أولية ويأملون فى تجنب الكارثة، وبعدها قد يقرر الرئيس باراك أوباما ورئيس مجلس النواب جون بونير سرا المضى فى اتفاق بين الحزبين. وبعدها يأتى الصدام القاسى الذى لا مفر منه، وأخيرا يسارع القيادات ويمضون فى صفقة تفاوضية بائسة لا أحد يحبها، لكنها تمنع الحكومة الفيدرالية من الذهاب على حافة الهاوية، وها ما حدث خلال أزمة الديون فى عام 2011، واتفاق تجنب الهاوية المالية فى مطلع العام الجارى. لكن الأمر مختلف هذه المرة: فمجموعة من الديناميكيات السياسية قلبت قواعد اللعبة التى حعلت حل هذه الأزمة المالية يبدو بعيدا. فلا يزال أوباما وبونير وزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ هارى ريد بعيدون عن بعضهم البعض، والاتصالات الهاتفية بينهما ليست دائمة، ولا يوجد مفاوضات موضوعية. وفى افتتاحيتها، انتقدت الصحيفة الحزب الجمهورى الذى قالت إنه خذل الأمريكيين بجهوده للقتل مشروع الرعاية الصحية للرئيس أوباما فيما يعرف باسم "أوباما كير". وأضافت الصحيفة إنه من المحزن القول أن احترام الأمريكيين للكونجرس قد تضاءل فى السنوات الأخيرة، إلا أن المواطنين لا يزالوا يتوقعون الحد الأدنى من الكفاءة والمسئولية، ولسان حالهم يقول"ادفعوا الفواتير ولا تحرجونا أمام العالم". وووفقا لمعايير الحد الأدنى هذه، فإن الكونجرس يفشل فيها. وبشكل أكثر تحديدا، فإن القادة الجمهوريين لمجلس النواب يفشلون، وعليهم أن يوفوا بواجباتهم الأساسية تجاه الشعب الأمريكى، أو يفسحوا المجال للمشرعين الذين سيفعلون ذلك.