رأيتكِ الليلةَ فى منامى سرًا، هذا الوجه الذى لم أنسَه دهرًا، تلك العيون التى فضحت لى يومًا أمرًا، فأنتِ القاطنة بداخل قلبى عمرًا، كيفَ لى ألاّ أذكركِ يومًا، وصوتك الرنان فى أذنى عذبًا، لم أرد أن أستفيق من هذا الحلمِ أبدًا، يا ليته دام ولم أستيقظ حقًا. تملكين الروحَ التى لم تعرف أبدًا غدرًا، حينما أجدكِ لن أجعلكِ ترتعينَ همًا، فلعل هذا قد يداوى جُرحًا، أجوبُ الشوارعَ على أراكِ فعلاً، لأرتوى منكِ ويصير قلبى غضًا. أنت التى بيدِكِ مقومات حياتى، أنتِ من تملكينَ قلبى حيًا وبعدَ مماتى، أنتِ تسيرينَ فى شرايينى مع نبضاتى، أراكِ فى سكونى وتحركاتى، أستمعكِ فى صمتى وتفوهاتى، أتحسّسُكِ بجانبى وفى وريقاتى، فلقد أحببتكِ بكل اللغاتِ، وأراكِ رغم بعد المسافاتِ، سأصلُ لكِ يومًا برغمِ ما فى الدنيا من متاهاتِ. سلى قلبى كم كتبت به عنكِ، سلى عينى كم فاضت بالدمعِ من أجلكِ أنتِ، سلى قلبى النابض باسمكِ أنتِ، سلى الليل كم سَهدتُه مشتاقًا إليكِ، سلى القمرَ كم أرسلته بسلامى إليكِ، سلى جفونى كم غابت عن النومِ سحرًا بعينيكِ. ترانى لا أجد إليكِ السبيل، أم ترانى أحتضر بجسمى الهزيل، أم ترانى أذكرك قبل الرحيل، فأنا أفتقد حضورك الجميل ونسيمك العليل وحنانك الأصيل. فيا من أحببتها دهرًا وفقدتها قسرًا، اشعرى بحرارة قلبى، اذرفى الدمع من أجلى، أروى للعالم قصة حبى، انثرى ورودًا على قبرى، ولا تبتئسى من بعدى وعِدِينى أن لا تكونى لأحد غيرى.