صغيرتي ..... كثيراً ما أبحرُ مع نفسي في بحرٍ من الصمت الرهيبِ، وكثيراً ما أسافرُ مع قلبي إلى عيناكِ الخضراويتانِ، أياماً كثيرة مرت على حُبكِ الذي أتعبَ قلبي، ليالي طويلة تعلمتُ فيها كيف أُداوي جرحي، ولكن ... لا الأيام استطاعت أن تُريحَ قلبي ولا الليالي كان بمقدورها أن تُشفي جرحي، صغيرتي ..... لطالما حاولت أن أبعدَ قلبي عن عيناكِ ولطالما حاولت أن أشغله بامرأة سواكِ، مراراً حذرته من هواكِ وأقسمت عليه أن ينساكِ ووصفتُ له حُبكِ كالسرابِ، ولكني حينَ كنتُ أراكِ وأرى قلبي يتوقُ إليكِ من سجنه، وينظر إليكِ من هناك من وراء أضلعي سرعان ما أكتشف بأنها مجرد سرابا كانت قناعاتي، فهل تُصدقين يا غاليتي أنها حقا كانت قناعاتي؟ في عيونكِ الخضراءُ أجدُ ذاتي وعلى صفحات يداكِ سأكتبُ ذكرياتي بعدما وبكل جنونٍ كنتُ على وجنتيكِ سأدونُ اعترافاتي، وعلى مقعدٍ في ساحة المكتبة تركت لكِ آهاتي، لقد كان غريباًُ جداً حبي لكِ وكان أغربُ منه اشتياقي إليكِ، صغيرتي ..... كيف خططت لي الأقدارُ في ليلةٍ مُظلمةٍ وقادتني دون أن أدري إلى باب المكتبة لأراكِ ؟ وكيف غررت بي الأيامُ وأوهمتني بأن ثمة ملاكاً هناك ينتظرني ؟ وكيف نسجت لي الدنيا شِباكَ حُبكِ وبنظرةٍ واحدةٍ أوقعتني ؟ هذا ما كتبته السماء لي وربما لكِ، بلحظةٍ واحدة تغيرت حياتي وتاهت أفكاري وتبددت أحزاني وضاعت مني خطواتي وعادت إلي أنفاسي، بصدفةٍ هي لا شك أحلى ما صدفتُ في حياتي أهدتني إياها أحلامي، صغيرتي ..... يا كل شيءٍ بات يصاحبني في مشواري وبتُ أصحبه معي حتى في أفكاري، يا ألمي ... يا فرحي ... يا حزني ويا ابتسامتي ... يا هنائي ويا عذابي ... يا امرأة بحق هزت عرش قلبي أكتب إليكِ رسالتي، رسالةً أسطرُها لكِ من دمي ودمعتي أحفرُها لكِ على ذات مقعدي الحزين، أبعثها إليكِ وأنا أعلم أنكِ قد تُمزقيها أو تحرقيها، أبعثها إليكِ لأعترف بأن الحب الذي أكنه لكِ لم يعرفه قلب إنسانٍ غيري، لأعترف بأن الشوق الذي أعتصره في نظراتي إليكِ لن تجديه في نظرات إنسانٍ غيري، صغيرتي ..... قد تستغربينَ من صمتي وهدوئي ولكن أعلمي أن فيهما تكمُنُ خصوصية حبي، عندما أحببتكِ صِدقاً لم أكن أريدُ منكِ شيئاً والى الآن أبعثُ إليكِ ولا أنتظرُ منكِ رداً، يكفي يا صغيرتي أنني أحببتكِ ويكفي أنكِ تسكُنينَ هناك في خيالي وتكونينَ وحدكِ فتاة أحلامي، فهل تعذُريني إذا ما تابعتُ النظر إليكِ ؟ وهل تغفرينَ لقلبي تطفله عليكِ ؟ حُبكِ غيرني ... فاتركيني وحيداً فأنا لا أملكُ إلا قلباً قتلته عيناكِ وطموحاً أصارعُ به أيامي لا شكَ بعدُكِ، من أنتِ ؟ ولماذا أنتِ ؟ أنا ما عدتُ أذكرُ أيامي التي عشتها قبلكِ، ولا أدري كيف ستكون أيامي بعدكِ ؟ فارحلِ عن عيني وعن قلبي علّي أجدُ ذاتي ... قليتني أبداً ما صدفتكِ .