تحيى اليوم الاثنين تشيلى الذكرى الأربعين لرحيل الكاتب والشاعر والسياسى الثورى اليسارى بابلو نيرودا فى ظروف غامضة، بعد أيام على الانقلاب الذى نفذه الجنرال أوجستو بينوشيه، وحكم إثره البلاد بقبضة حديدية. وفى ذكراه نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا مطولا عن فحوصات لرفاة نيرودا، تشكك فى الرواية الرسمية التى روجها نظام بينوشية العسكرى عن أن سبب وفاة بابلو نيرودا هى إصابته بمرض السرطان فى 23 سبتمبر 1973، أى بعد 12 يوما على إطاحة بينوشيه بالرئيس الاشتراكى المنتخب سالفادور الليندى، الذى كان صديقا كبيرا لنيرودا. وما زالت تشيلى تنتظر نتائج فحوصات الطب الشرعى للتثبت مما إذا كان بابلو نيرودا قضى فعلا بسبب السرطان، أو أنه تلقى حقنة قاتلة قبل مغادرته البلاد التى كانت مقررة بعد أيام. ولد بابلو نيرودا فى مدينة صغيرة تدعى بارال، وتقع فى جنوب تشيلى، وذلك فى الثانى عشر من يوليو من العام 1904، واسمه الحقيقى نفتالى رييس باسويالتو.فقد امه بعد ولادته، ونشأ فى كنف والده وزوجته. دفعه قلقه على بلاده والحرب الأهلية الأسبانية إلى الانخراط فى العمل السياسى، وأصبح مسؤولا فى التحالف التقدمى الوطنى قبل أن ينضم إلى الحزب الشيوعى بتأثير من زوجته الثانية دليا ديل كاريل. وبعد حظر الحزب الشيوعى، عاش نيرودا فى الخفاء إلى حين فراره من البلاد إلى الأرجنتين فى العام 1948، ومنها إلى فرنسا وإيطاليا قبل أن يعود إلى بلده فى العام 1953، وأثناء إقامته فى المكسيك، تعرف فى العام 1949 إلى مغنية الأوبرا ماتيلدا أوروتيا التى أصبحت فى ما بعد زوجته الثالثة. ولدى عودته إلى تشيلى، ترشح للرئاسة، لكنه عاد وانسحب لصالح سالفادور اليندى الذى فاز فى الانتخابات فى الرابع من سبتمبر 1970، وعينه سفيرا فى باريس وفى باريس، فاز بجائزة نوبل للآداب فى العام 1971.