قهوة عم رجب "ضبط المزاج" إجبارى

خلطة "معتبرة" هو الوحيد الذى يعلم سر صنعتها حتى المطاحن العتيقة وماكينات الصناعة الحديثة لا تجرؤ على منافسته، فهى مهنة متوارثة بين عائلته منذ قديم الأزل.
إنه بُن "عم رجب" الشهير الذى يعرفه جيدا أبناء حى العتبة الشعبى جيلا بعد جيل، للدرجة التى يكفى معها أن تمر بجوار الشارع المتواجد به محله لتشتم رائحة القهوة، التى تفوح فى كل مكان وتمنح طابعا مميزا للمكان، وفى ذات الوقت تسمع صوت عجلات الماكينات الدائرة ليل نهار.
"عم رجب" رغم أنه لم يشرب القهوة فى حياته إلا أنه عشق رائحتها منذ أن كان صبيا فى محل والده، وظل يحلم أن يستكمل مشوار أبيه، فهو الآن يجلس على ناصية متميزة لشارع الموسكى يرقب فى صمت الماكينات خلفه تطحن حبات البُن ولا تزال رائحة القهوة المنعشة تتطاير هنا وهناك، كما كانت منذ 52 سنة هى تاريخ محل عائلته.
فبمجرد أن تطأ أقدامك محل "عم رجب" الشهير تجد نفسك محاصرا من ديكوراته القديمة والبالية المعبرة عن شخصية المكان، ويستقبلك عم "رجب" بالترحاب قائلا: "أهل مصر معروفين إنهم أصحاب مزاج"، مضيفا أن القهوة تجدها فى كل بيت ومقهى وفندق وتستخدم فى الشرب وأيضا تضميد الجروح.
ويتابع الرجل الستينى أن محاولة حصر أنواع البُن ضربا من ضروب الخيال، ومعظمها يرجع إلى مكان زراعتها مثل الأمريكية واليمنية والعربية والتركية والإيطالية والفرنسية، وأخرى إلى صفاتها مثل القهوة القشر والبيضاء والمحوج، ولكن أشهرها على الإطلاق البرازيلية.
وعن فوائد القهوة يقول عم "رجب" إنها متعددة فهى تمنع الصداع وتقل من تسوس الأسنان وتحافظ على جمال البشرة والشعر.
ومن بين الحكايات الكثيرة التى يحفل بها المكان يتذكر"عم رجب" أيام العز قائلا "هذا المحل كان أشهر متاجر بيع البن على مستوى مصر، وكان يتعامل معنا كبار المسئولين والفنادق ولكن نظرا لظهور بعض المنتجات ومشتقات القهوة تسببت فى تخفيض مبيعات البُن تدريجيا ولكنها لم تقض عليها نهائيا".