إلى كل عاشق لترابِ هذا الوطن.. إلى كل من وجد نفسهُ فجأة غريبٌ فى وطنهِ مجبرُ على التصنيف والتقسيم.. إلى كل من لم تتلوث يداه بدماء أخيه ولم تتلوث أفكارهُ بغبار السلطة ولم يكن طامعاً فى جاه أو منصب.. إلى كل جندى وقف مدافعا عن أرضه فمات بلا دافع سوى حب الوطن.. إلى كل مصرى اجتهد فى حُب بلاده فأخطأ أو أصاب لكنه يظل فى النهاية المصرى الأصيل الذى لا يعرف الخيانة.. إلى المخلصين فقط فى هذا الوطن أكتب قصيدتى.. يا وطناً ظلَ يلهث خلفَ السراب من ظمأ فلما وجدَ الماءَ وجد طعمهُ ملحا لا الماءَ يروى الصائمينَ من عطشا ولا الصومَ يشفع لمن افطر دون عُذرا أحبَبتُكِ فى غَفلهٍ من العقلِ ولما أفقتٌ أدركتٌ أنهُ عِشقا فالحُبُ يا سيدتى لا يكون نِداً بنِدا كم من أُمٍ دعت على طفلها غضبا فلما بكى اعتصر قلبها خوفاً وألما ................................. أنا ابنَكِ المريض ٌفادعوا لى بالشفاء لا ترثينى الآن فلم يحن وقت الرثاء مهما تفعلى لن تجبرينى على الجفاء مُرغما أنا على البقاء مجبرٌ بإرادتى ولو أرغموكى على خيانتى فالمضطرُ حبيبتى.. من كلِ الذنوبِ براء فتمنعى وتدللى لستُ من صنفِ الرجال الاغبياء الحب يعنى التضحياتِ.. لا يعنى أبداً كبرياء تحللى من عُقَدِ الزمان وبطش الملوكِ والسفهاء كونى كما تبغين أنتِى فلستِ كباقى النساء أنتى الملِكه وأمام جلالتُكِ تنحنى الدنيا بلا استعلاء كونى كما تبغين ولا تخجلى إن أردتى يوماً البكاء كم من ملوكٍ بَكَت واسألى كليوبترا عن هذا البلاء ................................. لا تخافينى.. فلستُ مثلهم لستُ كالعشاقِ الطامعينَ فى العرشِ لستُ كالاعداءِ الناطرينَ للنعشِ فأنا سيدتى والعدمُ سواء أنا المغلوبُ على أمرى أنا المهزومُ فى حُبى أنا المحمومُ وأنتى الداء أنا سيدتى دمُ الابرياء أتوسلُ إليكى لا تترُكينى فكم شَعُرتُ أنى أسيل هباء فإن لم تعشقينى لا تقتلينى لن يموت سيدتى الشهداء أنا من ضحيتُ بدمى من أجل أن تسلمى فهل يخون من ضحى بالدماء؟!! ................................. أنا لستُ موصوماً بالنجاسة لستُ موصوفاً من الساسة لستُ مهموماً أصلا بالسياسة فما الفرق أن تقتلينى بالتخوين أو تقتلينى بالرصاصة ما الفرق أن تبيعينى باسم الدين أو تبيعينى فى سوق ِالنخاسة فإن كنتى تمُلكينَ قدراً منَ الفراسة ستدركين أنى لم أخُنكِ عمداً أو دونَ قصد فأنا من يقف فى طابورِ الجُند ينتظر دورَهُ فى الموت وأنا من يقف فى صفوف ِالثائرين كى تأتيهِ طلقةً من بُعد وأنا من يبتغى السلامة فيصبح خائناً للعهد أنا الملعونُ منكى فى كلِ وقت أنا من يعشق ترابك دون شرط أنا من يهوى فى عينيكى الشقاء فإن كان الحب ابتلاء الصبر وحدهُ سلاحَ الأقوياء ................................. ارتمى سيدتى فى أحضان ِالعشاق لا تُبالى حياء لن تجدى الحب فى صدورِ الملوك والشيوخ الاتقياء فزواج الحكام متعه تنتهى لَذتُها بانتهاء اللقاء أما عشق الأحباب فيبقى دوماً هل سمعتى أن قيس خائناً يوماً أو اتهموا روميو بعدم الوفاء أنا مثلهما سيدتى وأكثر.. فاذكرينى فى كُتبِ التاريخِ كأولَ الاسماء أكتبينى فى باب ِالأبطالِ لا بابَ الخائنين والعملاء انصفيينى ولا تُصَنفينى فأنا مصرى الهوى والإنتماء ................................. أنا المصبوغٌ من طينِك أنا المظلومُ فى دينِك أنا المهمومٌ فى حُزنك أنا الفرحانُ فى عيدِك أنا عيناكى حين تكون العيون كلها عمياء أنا صوتك حين تكون الآذان كلها صماء أنا ضميرك فلا تقتُلينى كفاكى غباء فالذئب ُحتى الذئبُ كان بريئا من دمِ الانبياء الفرقُ بينَ الحرب والحب يا سيدتى ليس الراء الفرق ُبينهما حياه.. فأجيبى يا أُماه كيف أكون ُخائناً بالصبحِ ثائراً بالمساء؟ كيف أكون ُعاشقاً بالصيفِ كارهاً بالشتاء؟ كيف أكون ُإبنَكِ بالأمسِ واليومٌ أعداء؟ تأملى وجهى جيداً.. فهل أبدو كالغرباء؟ هل للإحسان غيرَ الإحسانَ من جزاء؟ فإن كان حُبكَى قدرى فُحبى عليكى قضاء