مشروع هاملت كان دائماً الحلم المؤجل فى مسيرة المخرج الراحل يوسف شاهين، والذى رحل دون أن يحققه، فقد كان "جو" كلما يلتقى بالكاتب الراحل عبد الحى أديب يسأله: "أين سيناريو هاملت يا عبد الحي؟"، فيرد عبد الحى "بيجهز يا جو، بس لازم يتكتب بمزاج"، أما فيما يخص إصرار يوسف شاهين على تقديم مسرحية "هاملت" التى كتبها الكاتب الإنجليزى الكبير وليم شكسبير وتحويلها لفيلم سينمائى، فمرجعه كما يؤكد المقربون من "جو" أنه كان يرى فى نفسه الكثير من هاملت، فى تردده وعدم قدرته على اتخاذ القرار، وكان يرى ما هو أبعد من ذلك، فقد كان يرى أن مشكلة هاملت هى مشكلة المشاكل لكل عربى، وأن التردد وعدم القدرة على الفعل، التى هى محور شخصية هاملت، هى أزمة كل عربى. ويذكر الناقد عصام زكريا فى كتابه "صانع المرايا.. الذات والعالم عند يوسف شاهين" التى يقوم فيها بقراءة نفسية لأعمال المخرج المصرى الراحل يوسف شاهين السينمائية، منطلقاً من شخصية هاملت الشكسبيرية الشهيرة، وبحثه عن الانتقام لوالده من عمه القاتل، وأمه الشريكة فى الجريمة، يرى زكريا أن شخصية هاملت تعد مفتاحاً مناسباً لفهم حكايا وهواجس وعلاقات شخصيات أفلام يوسف شاهين، مستفيداً من قصص خاصة فى حياة المخرج الشخصية، وأحاديثه الصحفية، إضافة إلى مراجع نفسية، لدعم وجهة نظره حول عقدة هاملت التى تحكمت فى كثير من أعمال شاهين. المخرج خالد يوسف أكد لنا أن يوسف شاهين كان بالفعل ينوى بعد تقديمه لفيلم "هى فوضى" تقديم معالجة سينمائية عن مسرحية "هاملت" لشكسبير، ولكن لم يمهله القدر لتقديم حلمه.