"أحارب فى رزقى من محافظ الجيزة، من أجل حبى لجمال عبد الناصر"، لافتة رفعها أحد المواطنين، داخل ضريح الزعيم الراحل بمنطقة القبة، والذى خضع لحصار أمنى، فى الاحتفال بالذكرى ال57 لثورة يوليو، خشية وقوع مظاهرات.. المشهد بدا لافتا خارج الضريح وداخله، فبالخارج حصار أمنى لا يتماشى مع الاحتفال.. ولا يدعك سوى للتساؤل: هل يخشون من الرجل ميتاً.. أم يخشون أفكاره ومبادئه؟ وفى الداخل عدد من القيادات الناصرية، وجموع من البسطاء بمختلف أشكالهم وانتماءاتهم، جاءوا من مختلف أقطار مصر لا لشىء سوى قراءة الفاتحة على قبر عبد الناصر. شارك فى الاحتفال النائب المستقل مصطفى بكرى وسامح عاشور نقيب المحامين السابق وفاروق العشرى عضو المكتب السياسى للحزب الناصرى. كما حضر الاحتفالية عبد الحكيم جمال عبد الناصر ابن الرئيس الراحل، وجماعة المحامين الناصريين. فى حين تغيب عن احتفالية هذا العام النائب حمدين صباحى وكيل مؤسسى حزب الكرامة. كما أقسم المشاركون فى الاحتفالية بما أطلقوا عليه "القسم القومى العربى"، الذى جاء فيه: "نقسم بالله العظيم.. رب الكون وخالقه ورب الكعبة والأقصى وكنيسة المهد وكنيسة القيامة.. أن نبذل أقصى ما نستطيع لرد خطر مثلث العداء الدنس المعادى لأمتنا العربية: الإمبراطورية الأمريكية الفاجرة، والصهيونية المنحطة، والرجعية العربية الخائنة". من جانبه، دعا سامح عاشور خلال كلمة ألقاها على الحضور إلى "لم شمل المصريين بمختلف تياراتهم واتجاهاتهم للوقوف ضد الإمبريالية والصهيونية". وأكد أنه يدعو جميع الفرق والجبهات والأحزاب الناصرية للتوحد أو على الأقل الانضمام تحت راية واحدة، مع احتفاظ كل حزب أو كيان بكينونته الخاصة وبما لا يؤثر على وضعه الهيكلى الداخلى. وأكد عاشور أن دعوته جاءت بناء على تأكد الجميع أنه لا جدوى من الانقسامات ولا وقت للخلاف بعد أن انتهى كل فريق إلى نتيجة واحدة، وهى عدم تحقيق نتائج ملموسة، وفى النهاية الكل خسر. وأوضح عاشور أن دعوته التى ناقشها مع بعض القيادات الناصرية وفى مقدمتهم حزب العربى، غرضها الأول توحيد الجهد، مشيرا إلى أن الجميع كانوا أسرة وفريق واحد ولكن لأسباب أو لأخرى تفرقوا، وآن الأوان أن يعودوا ويقوموا بجهد مشترك، خاصة وأن الانقسامات والخلافات تمت على أساس شكلى وليس لها أساس مذهبى. وأكد عاشور أنه سيتم قبل نهاية العام الجارى الإعلان رسميا عن الشكل الذى سينتهى إليه النقاش مع قيادات الأحزاب والحركات الناصرية، والعمل على مشروع واحد، مشيرا إلى أنه سيتم عمل تقييم وكشف حساب لكل ما تم من تجارب سابقة، لتفادى السلبيات والتركيز على الإيجابيات مع الأخذ فى الاعتبار المواءمة بين الكيانات الحالية والجبهة أو التحالف الذى لم يتم الاستقرار على اسمه النهائى بعد، بما يحفظ الاستقلالية لكل كيان فى أموره الداخلية. كما أعلن دعوته لتأسيس جبهة وتحالف جديدين للأحزاب الناصرية ليس من بينها التخطيط لانتخابات الرئاسة المقبلة.