فى زيارة تعد هى الأخطر له فى المنطقة، فى ظل الأوضاع الساخنة التى تشهدها كل من مصر فى شبه جزيرة سيناء وسوريا، بجانب التطور المذهل فى الملف النووى الإيرانى خلال الفترة الأخيرة، يصل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكى الجنرال مارتن ديمبسى لتل أبيب، ليحل ضيفا على رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الجنرال بينى جانتس. وكشفت تسريبات عن تفاصيل الزيارة، نشرتها الإذاعة العامة الإسرائيلية، تؤكد أن ديمبسى سيجرى مباحثات مكثفة للغاية مع كبار المسئولين العسكريين فى إسرائيل حول الأوضاع فى مصر بصفة عامة، وسيناء بصفة خاصة، بجانب الملفين الإيرانى والسورى، وسبل التعاون بين البلدين فى محاربة الإرهاب. وفى السياق نفسه، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله: "إن هدف الزيارة هو مناقشة المصالح المشتركة بين الدولتين، ومواصلة بناء العلاقات الأمنية المهمة". وأشارت "يديعوت" إلى أنه من المتوقع أن يستقبل حرس الشرف الإسرائيلى ديمبسى، الذى يزور إسرائيل للمرة الثالثة فى إطار وظيفته، وفق المراسم العسكرية، وبعدها سيجرى لقاءات مع كبار قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، كما سيجتمع بنظيره الإسرائيلى جانتس، وكذلك بوزير الدفاع موشيه يعالون. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن ديمبسى كان قد حل ضيفا فى إسرائيل لدى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية فى أكتوبر الماضى، حيث راقب عن كثب المناورات المشتركة التى أجرتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وفى السياق نفسه، قال التليفزيون الإسرائيلى إن برنامج إيران النووى سيكون على رأس القضايا التى سيتناولها ديمبسى مع الجانب الإسرائيلى، خاصة تنسيق الموقف الأمريكى مع الموقف الإسرائيلى. وكشف محللون إستراتيجيون فى إسرائيل أن الإدارة الأمريكية تستثمر جهودًا كبيرة فى محاولات لمنع إسرائيل من تنفيذ خطة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فى الوقت الذى أصبحت إدارة أوباما معنية فيه بمنح مهلة للرئيس الجديد فى إيران، حسن روحانى، فى استئناف المحادثات المباشرة مع الولاياتالمتحدة حول المسألة النووية، خاصة فى الوقت الذى صعد فيه نتنياهو من تصريحاته تجاه برنامج إيران النووى. يذكر أن زيارة ديمبسى لإسرائيل سبقتها بأسبوع زيارة لقائد سلاح الجو الأمريكى، الجنرال مارك وولش، والذى التقى نظيره الإسرائيلى الجنرال أمير إيشل، ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلية بينى جانتس، وجاء فى تصريحات مشتركة عقب اللقاء أن الجانبين ناقشا "التحديات الأمنية المشتركة فى ضوء الوضع الأمنى فى المنطقة، ولا سيما تعزيز التعاون غير المسبوق بين الجيشين". كم يشار إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكى مدد ولاية ديمبسى لفترة ثانية فى بداية الشهر الجارى، بعد اختلاف فى الرأى فى البيت الأبيض حول السياسة الأمريكية إزاء الحرب الأهلية فى سوريا.
