هذه العبارة هى أساس الشعارات الدينية التى يستخدمها أصحاب تيارات الإسلام السياسى ومعناها بسيط أن كل أعمالهم السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها لله رب العالمين وهذا ما يتبادر للذهن أول مرة ولكن الحقيقة أن شعار (هى لله) ما هو إلا كذب وافتراء يتم استخدامه كرسالة إعلامية لإقناع البسطاء من الناس وبالتالى كسب وامتلاك عقولهم خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار الطرف الآخر من هذا الشعار لنقرأه هكذا (هى لله لا للسلطة والجاه) وتظهر الحقيقة بوضوح إذا علمنا أن معتصمى رابعة العدوية يرددونه بشكل دائم وهنا يتضح التناقض الذى يتضمنه هذا الشعار فهم يقولون إن اعتصامهم ووقفاتهم لله ولا علاقة لها بأى شئ آخر ونحن نعلم أنهم يعتصمون من أجل الرجوع إلى كرسى رئاسة مصر، ويؤكدون ذلك بمبادرات (العوا) وأصحابه التى تتجاوز إرادة شعب مصر التى عبر عنها بوضوح فى 30 يونيو المجيد، ومرة أخرى استجابة لدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسى لكن وهم الإخوان يحاول اختزال شعب مصر فى إشارة مرور رابعة العدوية بل يصدرون هذا الوهم للعالم عن طريق قنوات (الجزيرة مصر، والحوار، والقدس، وسهيل) وغيرها والواضح أن جماعة الإخوان المسلمين أكثر التيارات الدينية استخداما للشعارات الدينية فهى تستخدمها وهى فى السلطة وتستخدمها وهى تعارض السلطة وتُكثر استخدامها فى الانتخابات فتبدأ أولا باختيار شعار بسيط يسهل حفظه ثم اطلاقه متدرجا يبدأ من الاستمالة العاطفية التى تستهدف التأثير واللعب وتشويه وجدان المتلقى وانفعالاته وإثارة ومخاطبة حاجياته النفسية والاجتماعية والثقافية واستغلال حسه الدينى وبالتالى تزوير إرادته ورهنها لسلطة الشعار الدينى التى تجعلها حبيسة اتجاه محدد والآن يستخدمون الشعار الدينى لحبس إرادة متظاهرى رابعة العدوية فى حدود ما يرونه صحيحا من وجهة نظرهم هم فيقولون لهم أن ما بينكم ودخول الجنة إلا الموت من أجل شرعية الرئيس وهم بذلك يخاطبون شعورهم الدينى لضمان بقائهم داخل (إشارة مرور رابعة العدوية) للدفاع عن قيادات الجماعة وبالتالى تسويقهم إعلاميا لكسب الوقت وتقوية مركزهم التفاوضى من أجل الخروج الآمن لهم وإن لم ينجح هذا المسعى فهم يراهنون على إراقة دماء البسطاء لكسب تعاطف المجتمع الدولى، ولكن مهما استخدموا من شعارات فإن عقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء بل تسير إلى الأمام من أجل الحفاظ على كل الدم المصرى للاستفادة منه فى عملية البناء والتقدم.