الاختلاف مكون أساسى من حياتنا، ولا يوجد مجتمع صغير أو كبير لا يوجد فيه اختلاف بين أعضائه، بل إن نفس الإنسان ذاته لا تسلم من الاختلاف حددها علماء النفس فى الهو أو الهى والأنا والأنا الأعلى، وتتصارع الهى مع الأنا لتحقيق الرغبات أو المثل العليا كذلك، فإن الأديان السماوية حددت الصراع الداخلى بين نفس الإنسان فقد أقسم المولى عز بالنفس اللوامة يقول تعالى ((لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)) سورة القيامة، وفى العلم يعرف ما يسمى بفلسفة الاختلاف كأن يكون رأيك صواب ورأيى أيضاً صواب حتى إن درجات منح الدكتوراه أساساً يكون اسمها الدكتوراه فى الفلسفة (أى فلسفة الاختلاف). وقد حثنا ديننا الإسلامى الحنيف على ترك الاختلاف والجدال ابتغاء وجه الله تعالى وحرصاً على صالح الأمة وسلامتها، وما من شك أن ما تمر به مصر فى هذه الأيام شىء يفت فى عضدها ؛ ذلك لأن كلا الفريقين المختلفين مصريان يشربان ويأكلان ويعيشان فى وطن واحد ويسعيان – حسب وجهتى نظرهما – لتحقيق الخير لوطن واحد وهو ما يدعونا إلى دعوتهم لتغليب مصلحة الوطن والاحتكام للجنة المصالحة من عقلاء الوطن والانصياع لحكمها وتقديم التنازلات كل من ناحيته لأجل وحدة الوطن وسلامة أراضيه.