بإحدى الجوانب التى سبقت بوابات التأمين استقروا فى موقف عشوائى نظموا صفوفه كيفما اتفق، أداروا المذياع على الأغانى الوطنية وتنقلوا بين صفوف المعتصمين المتناثرة فى أنحاء الميدان بحثاً عمن يرغب فى "توصيلة على السريع" بين نواصى الميدان التى تسلطت عليها حرارة الشمس فجعلت التنقل بينها مستحيلاً، وفتحت مجالاً ل"توك توك الثورة" كأحدث التقاليع التى انتشرت مؤخراً بميدان التحرير وتحولت إلى "توصيلة سهلة" تنقلك من ناصية إلى أخرى داخل الميدان" واللى تقدر عليه ادفعه". "إمبابة" والمناطق العشوائية المحيطة بها هى المكان الرئيسى الذى انتقل منه سائقو "التكاتك" للتمركز بميدان التحرير بحثاً عن زبون وسط الثورة، خط سيرهم الجديد هو عدة نقاط رئيسية انتقلوا بينها من على بوابات الميدان إلى "مسجد عمر مكرم"، وشارع "محمد محمود"، و"شارع الشيخ ريحان" وكوبرى قصر النيل، وغيرها من المواقف التى نقلوا بينها المعتصمين فى "سبوبة" جديدة داخل الميدان، لم تقتصر مهمتهم الجديدة على نقل المعتصمين فوجودهم بثلاثة عجلات لا تحتاج لمساحة تذكر، ساعد فى نقل المؤن وزجاجات المياه من خارج الميدان إلى المعتصمين بالداخل، كما استعدوا لنقل المصابين فى حالة حدوث اشتباكات متوقعة مثلما فعل من قبلهم أصحاب "الفيزبا والموتوسيكلات" فى أحداث "محمد محمود". "تودينى عند عمر مكرم" من على بوابة "عبد المنعم رياض" صاح أحد المعتصمين منادياً على "أيمن مجدى" أحد سائقى التكاتك المنتشرة بالميدان الذى وقف أمام السائل قائلاً "اركب يا باشا"، "أيمن" الذى ترك إمبابة منذ بداية الاعتصام وانتقل ب"التوك توك " إلى ميدان التحرير لم يكن هو الوحيد الذى اهتدى لفكرة "توك توك الثورة" كسبوبة فى الأيام الهادئة، ووسيلة إنقاذ عندما يتطلب الأمر، غيره من السائقين الذين يعرف بعضهم بحكم "زمالة المهنة" هم من انتقلوا أيضاً للميدان ووقفوا فى انتظار الرزق، أو المساعدة فيما يحتاجه المعتصمون داخل الميدان، لا تخفى عينيه "وطنية" فى مكان ما خلف حاجته للقمة عيش جاء الميدان بحثاً عنها، فهو على استعداد لتقديم ما يمكن تقديمه إذا احتاجه الميدان يوماً اشتدت فيه الاشتباكات التى يتوقعها بين لحظة وأخرى. "أنا من إمبابة، بس موجود هنا من 30 يونيو" هكذا "بدأ "أيمن حديثه لليوم السابع عن "توك توك الثورة" الذى جلس بجانبه على حدود الميدان مترقباً، "أيمن" الذى واجه أزمة البنزين قبل أيام من اندلاع ثورة 30 يونيو مع غيره من أصحاب التكاتك قبل أن تنفرج الأزمة منذ عدة أيام، لم يفكر فى الميدان كسبوبة فحسب على حد تعبيره، فبالنسبة له كان دخوله الميدان ثورة على طريقته الخاصة بدأت بالاعتراض على الأزمة ثم استمرت حتى انتهى "عهد مرسى" ومازالت مستمرة لتوقعه اشتباكات من الإخوان على ميدان التحرير. أما عن تحول "التوك توك " إلى ما يشبه "الطفطف" داخل أنحاء الميدان يتحدث أيمن: "فى الحر الناس ما بتبقاش قادرة تمشى من مكان لمكان، وساعات واحد يوقفنى أنقله من البوابة لعمر مكرم أو شارع محمد محمود واللى يدفعه كله رزق، وأهى سبوبة على ما تخلص الثورة".