بشكل سلس وهادئ وعلى عكس كل التوقعات، سلم الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، أمير قطر، الحكم لولى العهد، الشيخ تميم بن حمد، فى سابقة هى الأولى عربيا، وسط أجواء التغيير التى اجتاحت المنطقة فى أعقاب اندلاع الربيع العربى 2011. نقل السلطة من الأمير لولى العهد بهذه الطريقة السلمية، يصب فى صالح قطر والدول المجاورة لها، لأنها حافظت على الطابع الهادئ فى نقل السلطة بدول الخليج العربى، التى تتوافق مع رغبات شعوبها. الخطوة التى اتخذها الشيخ حمد تضاف إلى رصيده، فهو قاد بلاده إلى تغيرات جذرية على المستويات السياسية والاقتصادية، وأقر فى عهده دستورا دائما لقطر، إلى جانب إجراء انتخابات للمجالس البلدية، وتغلبت الدولة الخليجية الصغيرة فى عهده على مشاكلها الاقتصادية لتتحول إلى واحدة من أكبر الدول المستثمرة فى الغرب من خلال الاعتماد على ثروة ضخمة من الغاز والنفط، إلا أن الأكثر إثارة للجدل كان اعتماده على سياسة خارجية أثارت ردود فعل مختلفة من خلال تعزيز الترابط مع جماعات الإسلام السياسى، وخاصة جماعة "الإخوان المسلمين" واستضافة قاعدة أمريكية كبيرة فى الوقت نفسه، والحفاظ على علاقات قوية مع إيران. فى المقابل فإن الشيخ تميم يعتبر من الوجوه التى لها وجود قوى داخل المجتمع القطرى، فهو من الشخصيات المعروفة حرصها على التواصل مع كل العائلات القطرية، كما أنه خارجيا معروف بتوجهه نحو إقامة علاقات قوية مع الدول العربية، خاصة مصر، وهى علاقات ليست موجهة نحو دعم فصيل سياسى معين، وإنما الأساس فيها مصر أيا كانت السلطة الحاكمة، لذلك لم يكن مستغربا أن يهدى الشهر الماضى مصر خمس شحنات من الغاز الطبيعى المسال القطرى لحساب الهيئة المصرية العامة للبترول، لتوفير جزء من احتياجات مصر من الطاقة خلال فترة الصيف الجارى. أمام الشيخ تميم تحديات كثيرة خاصة نحو إعادة هيكلة قطر من الداخل، فالمؤكد أن هناك إجراءات ستكون تالية لتنصيب الشيخ تميم أميرا لدولة قطر، على رأسها إعادة تشكيل الحكومة التى يترأسها حاليا الشيخ حمد بن جاسم، مع ضخ دماء شابة جديدة فى شرايين الوزارات والهيئات القطرية.