تباين شديد واختلاف واضح ظهر فى أداء ممثلى الكرة العربية، المنتخب المصرى وشقيقه العراقى فى أول مبارياتهما فى كأس القارات، المُقامة حاليًا فى جنوب أفريقيا. أسود الرافدين ظهروا بلا أنياب أمام جنوب أفريقيا فى مباراة الافتتاح، قدموا أداءً باهتًا، ولم يصلوا لمرمى منتخب الأولاد "الضعيف" إلا مرة واحدة طوال التسعين دقيقة. أبطال آسيا الذين قفزوا قبل عامين فوق محنة الاحتلال الأمريكى لبلادهم وكل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التى عانى منها بلدهم العراق فى تلك الفترة قدموا أداءً مخجلاً، وتعادلوا مع فريق جنوب أفريقيا العادى بصعوبة بالغة. أما الفراعنة، فعلى النقيض تمامًا، لم تكن بدايتهم أمام منتخب ضعيف يسعى لإعادة ترتيب أوراقه قبل كأس العالم، ولكن كانت المواجهة أمام المنتخب البرازيلى نجم الشباك فى العالم وبطل كوبا أمريكا، والمتصدر الحالى لتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم، ورغم صعوبة اللقاء، والفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين والتى جعلت البعض يتحدث عن "فضيحة" كروية تزيد من أوجاع المصريين بعد تضاؤل فرصهم فى التأهل للمونديال، إلا أن الأمر كان مُغايرًا تمامًا. فالمنتخب المصرى تلاعب بفريق البرازيل، وقدم أداءً رائعًا، لم يكن يحلم به أشد المتفائلين، ورغم خسارته بأربعة أهداف مقابل ثلاثة إلا أنه اكتسب دفعة معنوية كبيرة قد تعيده للمسار الصحيح فى تصفيات كأس العالم 2010، واستعادة ثقة الجماهير والشارع الرياضى المصرى فيه، ونجح فى تقديم صورة متميزة لبطل أفريقيا أمام العالم. والفارق الكبير بين المستوى الذى ظهر عليه المنتخب المصرى أمام البرازيل، وشقيقه العراقى أمام جنوب أفريقيا، ليس لسبب فنى كما قد يتخيل البعض، ولكنه ارتبط باختلاف الدوافع لدى كل منهما، فدافع مصر الرئيسىّ من المشاركة فى كأس العالم للقارات ليس الفوز بلقبها أو حتى التأهل للأدوار النهائية، الدافع الأساسى هو اكتساب ثقة اللاعبين فى قدراتهم أولاً، وثقة الشارع الرياضى المصرى فى اللاعبين ثانيا، وذلك أملاً فى تصحيح المسار فى تصفيات كأس العالم وتحقيق حلم التأهل للمونديال. أما العراق فدوافعها فى البطولة غير محددة أو واضحة المعالم، فهى أولاً لا تملك أى فرصة للمشاركة فى كأس العالم 2010، لأنها لم تنجح فى التأهل للمرحلة النهائية من التصفيات، كما أن البطولة ليست استعدادًا لبطولة أخرى أكبر أو أهم قد تشارك فيها خلال الفترة المقبلة. وأيًا كانت الدوافع فغدًا الأربعاء تبدأ الجولة الثانية من كأس العالم للقارات، تلعب فيها العراق أمام أسبانيا، فى مُباراة قد تشهد كارثة جديدة للكرة العربية إن ظهرت العراق فيها بنفس مستوى المباراة الافتتاحية، فى حين يواجه المنتخب المصرى المنتخب الإيطالى فى مباراة يطمع الفراعنة فى تحقيق مفاجأة كبيرة فيها أمام أبطال العالم.