يبقى الرهان على العمل

الإرهاب .. الإرهاب .. ثم الإرهاب .. كانت هذه معظم كلمات بوش الابن التى علمها له مستشاروه .. والتى ظن بها انه مبعوث العناية الإلهية لتغيير الكون.. حتى كان الحذاء الشهير الذى ختم به عهده .. ثم جاء أوباما يخطب فينا نحن المسلمين .. فى القاهرة .. عاصمة الإسلام المستنير الوسطى .. فلم نجد فى خطابة لفظ الإرهاب ولو مرة واحدة.. صحيح أنه استخدم لفظ العنف .. لكنها لفظة ابعد ما يكون عن الإرهاب.. خاصة أن الغرب دأب على جعل لفظة الإرهاب مرادفة للإسلام .. ثم كان الحديث عن مكانة الإسلام.. وإضافاته للبشرية فى مجالات العلم والفلك والتاريخ.. ثم تطرق إلى أمور صنفها فى سبعة بنود .. ملخصها أن هناك منهجا جديدا ستتبعه أمريكا فى سياساتها وعلاقاتها مع العالم الإسلامى .. تقوم على الشراكة ..
إذاً .. نحن أمام خطاب جديد .. ولا أقول سياسة جديدة .. لأن السياسة أفعال وليست أقوالا .. ونحن مازلنا فى مرحلة الأقوال وليس الأفعال .. والأفعال بين الشعوب المتحضرة هى نتاج تفاهمات وتفاعلات واخذ ورد .. وليست أوامر ونواهى.
خطاب أوباما يحتاج إلى دراسة أولاً .. ثم تحويل هذه الدراسة إلى سياسات وأفكار ومبادرات قائمة على التوازن بين مصالحنا ومصالح أمريكا دون المساس بالثوابت.. ويا حبذا لو أحدثنا بأنفسنا بعض التغيير..؟