قال اللواء عبد السلام شحاتة، الخبير الأمنى، إن عملية خطف المجندين ال7، التى وقعت خلال اليومين الماضيين بشمال سيناء الغرض الأساسى منها ليس مجرد خطفهم فحسب، وإنما الغرض الحقيقى هو الإساءة إلى الشعب المصرى برمته، مشيرا إلى أن ما حدث يعد إهانة صريحة لكرامة الشعب المصرى، معتبرا أن كرامة المصريين دهست بسبب ذلك الوضع المتأزم حيث تعد العملية محاولة ساذجة لمواجهة أجهزة فقدت رونقها على حد تعبيره. وأضاف شحاتة أن خطف الجنود من موقف ميكروباص ليس بالأمر الطبيعى، متسائلا كيف تم تنفيذ تلك العملية بهذه الطريقة الساذجة، ولم تعلم بها أجهزة المخابرات شيئا إلا بعد عملية الخطف، وكيف تمت العملية دون رصد أماكن الخاطفين بعد، وإن علمت هذه الأجهزة أماكن الخاطفين فلماذا لم يتم التعامل معهم واسترداد الرهائن المحجوزين. ووصف شحاتة تصريحات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والتى طالب فيها بالحفاظ على أرواح المختطفين ب"الدبلوماسية السلبية"، مؤكداَ أن المختطفين يجب معاملتهم معاملة الإرهابيين باعتبار أن العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم. وصف اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى عملية خطف المجندين ب "المهزلة" لأن سيادة الدولة تنهار وثقة المواطنين فى الأجهزة الأمنية اهتزت نتيجة ضعف السيطرة، مطالبا الأجهزة الأمنية أن ترد بقوة على المختطفين وعلى كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذا العمل. وأضاف عبد الرحيم أن الخطر يتمثل فى رعونة الأجهزة الأمنية مما أدى إلى طمع الإرهابيين أن يكونوا دولة داخل دولة مما أدى أيضا إلى استعمال الأمر حتى وصل إلى ضرب القائمين على أمن البلاد. وطالب عبد الرحيم الأجهزة الأمنية بسرعة محاصرة البؤر الإجرامية واعتقال مشايخ قبائل شمال سيناء وقياداتهم الذين تحوم حولهم الشبهة مناشدا الرئيس محمد مرسى بإعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية لتمكين الأجهزة الأمنية لاعتقال مشايخ سيناء، مؤكدا أن هذه هى الوسيلة الوحيدة للضغط على المختطفين للإفراج عن الجنود. واعتبر عبد الرحيم أن الحديث عن المفاوضات مع المختطفين تعد إهانة للدولة متسائلا: كيف يتم التفاوض مع الخارجين على القانون؟، مؤكدا أن سبب ما يحدث الآن هو ضرب جهاز أمن الدولة حيث كان عصبا رئيسيا مسيطرا ومهيمنا من خلال امتلاكه معلومات دقيقة تفوق على الأحداث. وأكد عبد الرحيم أنه لا يحدث أمر فى سيناء ولا تقع واقعة فى سيناء إلا بمعرفة مشايخ القبائل، موضحا أنه لو كانت هناك أصابع خارجية قامت بتلك العملية سيكون من خلال قيادات العشائر فإما أن تكون المشايخ هى الفاعل أو الشريك على حد تعبيره. فى الوقت ذاته أكد اللواء عبد اللطيف البدينى أن عملية اختطاف المجندين تعتبر كارثة أمنية لتوضيح مدى رخاوة وضعف الأجهزة الأمنية فى شمال سيناء، مشيرا إلى أنه أسبق مهاجمة كمين الريسة فى شمال سيناء ما يقرب من 38 مرة ولم يتعرف أحد على الجناة الآن نتيجة ضعف الأمن هناك. وقال "البدينى" إننا مقبلون على الحرب مع الإرهابيين الذين يحاولون السيطرة على شمال سيناء، وتحويلها إلى إمارة إسلامية، ورجح ما حدث نتيجة طمع الإرهابيين فى الدولة بعد تقصير الأجهزه الأمنية فى الكشف عن الضباط المختفين إبان ثورة 25 يناير بالإضافة عن التقصير فى الكشف عن ال 16 جنديا خلال شهر رمضان الماضى. واقترح "البدينى" عمل حملات أمنية مبكرة ومكثفة للتفتيش والكشف عن البؤر الإجرامية لردع الجناة، واستعادة هيبة الدولة من خلال دعم الأجهزة الأمنية بالأسلحة الثقيلة والقوات الخاصة لضمان نجاح العملية.