أكد السفير عبد الرءوف الريدى رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى ألقاه من جامعة القاهرة يمنح فرصة لمرحلة جديدة من العمل الدبلوماسى والسياسى من أجل تحقيق السلام فى المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية. وقال الريدى "لا يجب أن نعطى الفرصة لإسرائيل، لكى تتذرع بالحجج وتتهرب من متطلبات واستحقاقات السلام". جاء ذلك فى تصريح للريدى قبل أن يغادر اليوم السبت متوجها إلى مونت كارلو لحضور المهرجان الدولى للسينما التسجيلية والذى سيعرض خلاله فيلم تسجيلى عن عملية السلام فى الشرق الأوسط فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر متضمنا مشاهد وأقوال الذين شاركوا فى مفاوضات السلام المصرية الإسرائيلية، وذلك بمناسبة مرور 30 عاما على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. وأكد الريدى أنه توقف طويلا أمام إشارة أوباما بأن الإسلام هو جزء من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف "نجح المفكرون اليهود طوال السنين فى ترسيخ مقولة إن الحضارة الأمريكية هى حضارة مسيحية يهودية غير أن الرئيس أوباما ولأول مرة أضاف إسهامات الإسلام إلى هذه الحضارة عندما قال فى خطابه إن الإسلام جزء من أمريكا، وبالتالى من منظومة الحضارة الأمريكية واعترافه بالإسهامات التى قدمها الإسلام والحضارة الإسلامية". وأوضح الريدى أن أوباما أراد أن يقول إن المنظومة الأمريكية الآن هى منظومة مسيحية يهودية إسلامية وهذه نقطة فارقة لم يتطرق إليها أى من الرؤساء الأمريكيين. وقال الريدى ردا على سؤال، عما إذا كانت هناك مقاربة بين الرئيسين الأمريكيين كارتر وأوباما، إن الرئيس كارتر كان مصرا وجادا على إنجاز السلام بين مصر وإسرائيل وأوباما بدأ عهده بالاهتمام بالقضية الفلسطينية وتأكيد إيجاد حل لها لإقامة دولة فلسطينية ووقف الاستيطان وإنهاء معاناة الفلسطينيين، وذلك عكس الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذى لم يهتم بهذه القضية ألا وهو على مشارف مغادرة البيت الأبيض بعد 8 سنوات قضاها فيه. وأضاف الريدى أن أوباما لديه الوقت ومن الممكن أن ينجز السلام ويتحقق حلم الدولة الفلسطينية فى عهده، لكن فى المقابل هناك مسئولية عربية وإسلامية وينبغى توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام ويجب ألا نفوت فرصة تاريخية لرئيس تاريخى مختلف عما سبقه من الرؤساء الأمريكيين. وانتقد الريدى محاولات البعض التقليل والتهوين من أهمية خطاب أوباما والاستهانة بما جاء فيه خاصة أنه جاء بفكر جديد.