بعد أيام من إعلان نتائج انتخابات المحامين، بدأت حرب تقسيم الغنائم بين الكتل المسيطرة على المجلس، خاصة بين الحزب الوطنى والإخوان، حيث تواصلت الاجتماعات المكثفة والاتصالات بين كل كتلة وأنصارها ويجرى كل جانب حاليا اتصالات ومحاولات لتشكيل هيئة المكتب بطريقة الاستحواذ والكاسب يأخذ كل شىء. ظهرت بوادر الخلاف الأولى بين أعضاء القائمة القومية الذين فازوا بعضوية المجلس، حيث تم عقد اجتماعين حتى الآن بين أعضاء القائمة، أحدهما فى أحد مقرات الحزب الوطنى بالقاهرة، والآخر فى فندق بغياب كل من سعيد عبد الخالق وخالد أبو كريشة وعبد السلام كشك، بينما حضر عمر هريدى ومحمد عبد الغفار وعبد السلام رزق، ووردانى التونى وعدد من أعضاء القائمة فى المحافظات والمحاكم الابتدائية وأعضاء الحزب الوطنى. وكشفت مصادر أن أحد الأعضاء بالقائمة القومية طلب حضور سامح عاشور "النقيب السابق" بصفته الرجل الأول فى القائمة رغم خسارته، إلا أن رد عليه أحد الأعضاء الفائزين من الحزب الوطنى "عاشور كان مرحلة وانتهت"، وهو ما تسبب فى مشكلة بين الأعضاء المقربين من عاشور. واتفق المجتمعون على تشكيل هيئة مكتب باعتبار أنهم الأغلبية، بعيدا عن حضور النقيب ولا أى من باقى أعضاء المجلس حتى قبل أن يدعو النقيب حمدى خليفة لأول اجتماع للمجلس، واتفقوا على اختيار سعيد عبد الخالق أمينا عاما بدلا من أحمد سيف الإسلام القيادى الإخوانى ونجل مؤسس جماعة الإخوان الذى تولى منصبه لثلاث دورات، وأكد عبد الخالق أنه تم إبلاغه تليفونيا لأنه رفض الحضور لمثل هذا الاجتماع بعيدا عن النقابة، وتم اختيار عمر هريدى أمينا للصندوق، وخالد أبو كريشة أمينا مساعدا للصندوق، ومحمد عبد الغفار أبو طالب أمينا عاما مساعدا، ووردانى التونى وكيل أول وعبد السلام كشك وكيل ثانى. ولم ينف عمر هريدى هذا، لكنه أكد أن اجتماعاتهم واتصالاتهم بدأت عقب إعلان النتائج للتنسيق لمحاولة الوصول لطريقة، وتوافق لمواجهة محاولات قائمة الإخوان لاستقطاب الأعضاء، وكشف مجدى عبد الحليم مؤسس حركة محامون بلا قيود، أن هريدى بالفعل اتصل مباشرة بالمستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، وطلب منه نسخة من تقارير الجهاز المركزى للخمسة عشر عاما السابقة، وكذلك التنسيق مع وكيل وزارة سابق لوضع آلية لطريق الصرف. من جانبه، نفى النقيب حمدى خليفة علمه بأى من هذه الاجتماعات، وشدد على أنه لن يقبل بأن يتم تشكيل هيئة المكتب أو إدارة أى من شئون النقابة من خارج مقر النقابة، ولن يقبل بتدخل مكتب الإرشاد أو الحزب الوطنى فى شئون النقابة، وكشف عن إجرائه اتصالات للتوفيق بين الكتل والأعضاء الفائزين بشكل شخصى ومقابلات فردية للتوفيق قبل الاجتماع الأول للاتفاق على تشكيل هيئة المكتب، وفى حالة تعذر التوافق سيتم إجراء انتخابات وما ستسفر عنه سيتم إعلانه بشفافية. وذكر مقربون من خليفة أنه كان يعد للاجتماع اليوم السبت، لكن حدثت تعقيدات أدت بتحديد الاجتماع منتصف الأسبوع مع توقعات بتأجيل تشكيل هيئة المكتب للاجتماع الثانى الأسبوع المقبل على الأكثر.