سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عصام شرف: اعتذرت عن المشاركة فى مشروع تنمية قناة السويس «لأسباب خاصة»..المشروع سبيل مصر الوحيد للدخول فى سباق التجارة العالمية واستعادة دورنا القيادى فى المنطقة
قال الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر السابق، إن مشروع تنمية محور قناة السويس مشروع عملاق، وليس مجرد بناء أو إعمار فقط، لذلك فهو مرتبط بتفاصيل كثيرة، مؤكدا أن تنمية وتطوير محور إقليم قناة السويس سيعيد صياغة العلاقة بين مصر والعالم، وما يترتب عليه من استعادة دورها القيادى فى المنطقة. وأضاف شرف، فى تصريحات خاصة ل«اليوم السابع»- على هامش مؤتمر رأس المال الفكرى العربى الذى تستضيفه عمان- أن مصر تمتلك موقعا من أفضل المواقع الدولية يمكنها من التواصل مع العالم شرقا وغربا عبر أهم المسارات البحرية لنقل التجارة الدولية، وهو ما يساعد على أن تكون هناك مشروعات تنمية ضخمة ذات عائد وقيمة عالية مضافة للاقتصاد المصرى.. ومن هنا كان تأكيدى المستمر على أن سبيل مصر الوحيد للدخول فى سباق التجارة العالمية هو استغلال النقل البحرى عن طريق قناة السويس، لاسيما أن النقل البحرى يمثل %80 من قيمة التجارة العالمية، مشيرا إلى أن الموانئ البحرية الجيدة لا تكفى وحدها للتنمية والحصول على النتائج، ولكن يجب العمل على تحسين الخدمات التى تقدمها هذه الموانئ. وعن أسباب استقالته من عضوية المجموعة المشرفة على مشروع محور تنمية خليج قناة السويس قال شرف «هى لم تكن استقالة وإنما كان اعتذارا.. له أسبابه الخاصة». شرف تحدث عن الوضع الراهن فى مصر، قائلاً: «الحمد لله الأوضاع فى طريقها الصحيح نحو الاستقرار، والتخبط الموجود طبيعى ووارد عقب اندلاع أى ثورة، ولكن بشكل عام الأوضاع على ما يُرام، والقادم سيكون أفضل بإذن الله»، وأكد شرف أن «عجلة التنمية» بدأت تدور من جديد، ومصر بدأت تستعيد مكانتها كقبلة للمستثمرين مرة أخرى، بفضل إصرار أبناء مصر على استكمال مسيرة النهوض.. مشيرا إلى عدم صحة ما يقال عن وجود عداء بين الحكومة والشعب، بل مجرد «فجوة بين الطرفين»، تحتاج إلى بناء «جسر ثقة» للعبور معًا نحو الأمام.. والشباب قادر على قيادة «عجلة النهوض»، وأضاف عصام شرف ل«اليوم السابع»: «يجب ألا تبخل المجتمعات العربية فى الاهتمام بقضية التعليم والبحث العلمى من خلال التشجيع على إقامة الجامعات والكليات ومراكز التعليم والتدريب والتطوير، وكذلك تطوير المناهج التعليمية لتواكب العصر». وعن أعمال مؤتمر رأس المال الفكرى العربى الذى يشارك فيه، عبر شرف عن تقديره لجهود سلطنة عمان التى احتضنت أعمال المؤتمر الذى يراه مثمرًا جدا؛ واعتبره إنجازًا جديدًا يضاف إلى سجل النجاحات العُمانية سواءً فى سياساتها الداخلية أو الخارجية، خاصة الجهود المبذولة فى مجال الاهتمام بالاستثمار بوجه عام، والاستثمار فى العنصر البشرى على وجه التحديد، باعتباره أهم مجالات الاستثمار على الإطلاق. ودعا رئيس وزراء مصر الأسبق، إلى الاهتمام برأس المال الفكرى، المتمثل فى التعليم والبحث العلمى، مشيرا إلى أن هناك دراسات تقول بأن كل دولار ينفق على البحث يكون مردوده من خمسة إلى ستة أضعاف، ضاربا المثل بدولة الصين التى نهضت وتقدمت اقتصاديا بسبب استفادتها المثلى من الموارد البشرية بعد تنميتها وتطويرها. وعن رؤيته إذا كانت الاستراتيجية التى خرج بها المؤتمر تتوافق مع الإمكانات الحالية فى دول الربيع العربى خصوصًا فى ظل حالة الاحتقانات التى تموج بها شوارعها.. قال شرف: دول الربيع العربى الآن فى مرحلة تعافٍ شبه تام، والرؤية الاستراتيجية التى خرج بها المؤتمر أظن من بين أهم الأسباب المطلوبة فى تلك المرحلة من عمر هذه البلاد.. خاصة أن البناء السليم يحتاج إلى قاعدة متينة تتحمله، وهو الأمر ذاته مع الاقتصاد الذى يقوم على أكتاف العناصر البشرية، والحمد لله فى دولنا العربية عمومًا نزخر بطاقات عاملة يمكنها بناء اقتصاديات أقوى من المتوقع لها.