توقع خبراء الأرصاد استمرار التقلبات الجوية وسقوط المزيد من الأمطار والثلوج فى بعض المناطق السعودية، فيما واصل الدفاع المدنى توجيه تحذيراته المتكررة واستمرار حالة الطوارئ لأجل غير مسمى فى مواجهة مخاطر وتداعيات موجة الأمطار الغزيزة والسيول التى تشهدها البلاد منذ أكثر من أسبوع، والتى أسفرت حتى الآن عن مصرع وفقدان نحو 30 شخصا وإصابة وتشريد أكثر من ألف آخرين، وإنقاذ وإيواء نحو ألفى شخص. فى الوقت نفسه، تواصل هطول الأمطار والسيول على بعض المناطق، حيث اكتست حائل (شمال السعودية) بالثلوج، عندما هطلت أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية وثلج بلغ سمكه فى بعض المواقع 70 سم، وتضرر عدد من المبانى والسيارات وقطعان الماشية والزراعات، وتم تعليق الدراسة بمعظم مدارس المنطقة. وأشار خبراء الطقس إلى انتقال تأثير الحالة الجوية "البيضاء" إلى المنطقة الشرقية بشكل واضح وملموس، ويستمر التأثير على منطقة الرياض، حيث تتعرض لأمطار رعدية غزيرة، وكذلك منطقة القصيم وأجزاء من الشمالية، وأجزاء واسعة من الغربية، وحسب المصادر المناخية أن الحالة ستشمل الكويت وعمان والإمارات خلال الساعات القادمة حتى نهاية الأسبوع الحالى. وصرح مدير عام الدفاع المدنى السعودى، الفريق سعد عبد الله التويجرى، بأن الدفاع المدنى السعودى يقوم بالتنسيق مع الجهات الأخرى المعنية بالمسئولية الملقاة على عاتقه على مدار 24 ساعة، والعمل بروح الفريق الواحد والاستعانة بأحدث وسائل التقنية الحديثة للحد من الأضرار والخسائر والحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين والمقيمين. وقال التويجرى، فى تصريح لصحيفة "الجزيرة" السعودية اليوم، أن 80% من الحوادث التى حصلت من جراء هذه السيول ناتجة عن استهتار ومخاطرة بالأرواح والممتلكات، وليست بسبب الأمطار رغم التحذيرات التى تقوم بها الجهات ذات العلاقة. وأشار إلى أن الدفاع المدنى يملك فرق إنقاذ متمكنة، للتعامل مع الأحداث والكوارث الطبيعية، مؤكدا أن هذه الإنجازات والتفاعل الذى أبداه المواطنون بجهود الدفاع المدنى هو للدعم الذى يلقاه الدفاع المدنى من قبل ولاة الأمر. من جانبه، أعلن مساعد المدير العام للدفاع المدنى لشئون العمليات، اللواء عبد الله الغنام، أن جهاز الدفاع المدنى نفذ أكبر عمليات إنقاذ فى السعودية خلال موسم الأمطار الغزيرة التى هطلت على معظم المناطق، إذ تعد هذه أكبر الحالات التى واجهت الدفاع المدنى من حيث النطاق الجغرافى، بينما لا يمكن اعتبارها كارثة فهى لا تقارن ب"الفاجعة" التى حصلت فى مدينة جدة قبل أعوام. وقال الغنام إنه تم نشر أكثر من 30 ألف فرد من منسوبى الدفاع المدنى فى وحداتهم فى مختلف مناطق السعودية، مبينا وجود حالة استنفار فى جميع مراكز الدفاع المدنى فى المواقع التى تعرضت لهطول الأمطار. وأضاف أنه تم إنقاذ أكثر من 6 آلاف شخص، وإيواء أكثر من 4 آلاف شخص، كما استعان الدفاع المدنى بأكثر من 300 موقع إيواء فى مختلف المناطق، لافتا إلى أن هطول الأمطار وجريان مياه السيول فى مختلف مناطق السعودية يعتبر من الحالات النادرة والكبيرة جدا، إذ أن هذه الحالة تعد أكبر الحالات التى واجهت الدفاع المدنى من حيث النطاق الجغرافى لها. ونوه بأن آليات الدفاع المدنى التى استخدمت فى عمليات الإنقاذ مجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات المتخصصة فى الإنقاذ، كما تم استخدام كل ما لدينا من وسائل متاحة لتنفيذ عمليات الإنقاذ بمشاركة غواصين مجهزين لمباشرة الحالات فى السدود والمياه الراكدة.