سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دايلى بيست: أقباط مصر يشعرون أنهم بلا صوت فى ظل الحكم الإسلامى.. الجماعات المسيحية تشعر بالقلق من الصعوبة المتزايدة فى تأكيد نفسها كقوة سياسية جادة.. خبير: الحكومة الحالية تتعامل معهم كجماعة مصالح
سلط موقع "دايلى بيست" الأمريكى الضوء على أوضاع الأقباط والأقليات الدينية فى مصر، باعتباره جزءا مما وصفه بمعاناة الأقليات فى الشرق الأوسط الجديد، وقال فى تقرير كتبته فيفيان سلامة، إن المسيحيين والأقليات الأخرى فى مصر تشعر أن لا صوت لها فى ظل الحكم الإسلامى الجديد للبلاد، والحقيقة أن تلك مشكلة منتشرة على نطاق المنطقة. ونقل التقرير فى البداية عن مواطنين أقباط قولهم إن طموحاتهم السياسية خنقتها عقود الحكم الاستبدادى الطويلة فى مصر، وأن الأقباط لم يحصلوا على نفس الفرص وكثيرا ما اضطروا إلى بذل جهد أكبر لتحقيق نفس أهداف المسلمين.. ويقول سامى، إنه عندما حدثت الثورة، أدرك أن الكثير من المسلمين يشاركون المسيحيين فى مخاوفهم ومعاركهم، مضيفا أنه لو استمر الحديث عن الثورة كمسلمين ومسيحيين، فإن هذا يعنى الفشل. ويشير التقرير إلى أن الاشتباكات الطائفية الأخيرة فى مصر سلطت الضوء على المخاوف المتزايدة حول المنطقة من أن مستقبل الأقباط يتخافت بعدما أتت رياح التغير بالجماعات الإسلامية إلى السلطة. ومع وجود أحزاب سياسية جديد دخلت إلى ميدان المعركة، فإن الكثير من الجماعات المسيحية تشعر بالقلق من أنها تجد صعوبة بشكل متزايد فى تأكيد نفسها كقوة سياسية جادة. ونقل دايلى بيست عن مينا خليل، وهو أستاذ زائر للقانون الإسلامى والقانون المقارن بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قوله إنه من الناحية التاريخية يوجد مشكلة للأقباط أو الأقليات الدينية فى الشرق الأوسط أو فى أى مكان تتعلق بالسياسات الديمقراطية التى تقوم على المشاركة. ففى حين أن بعض الأقباط يتجنبون فكرة حزب قبطى أو حزب أقلية باسم الدفاع عن المواطنة، فإن آخرين ربما ليسوا ضد هذه الفكرة، وربما يكونوا مرحبين بها كطريقة لضمان مصالحهم الخاصة فى دولة ذات أغلبية مسلمة. ويسعى نشطاء إلى تعزيز المشاركة السياسية بين الأقباط، حسبما يقول التقرير. إلا أن هناك مخاوف بين كثيرين من أن العنف والاضطراب سيدفع المسيحيين فى مصر وغيرها إلى الهجرة لو توفرت لهم الوسائل، بما يضعف موقف الطائفة كجماعة سياسية. وأشار التقرير إلى أن أرقام مختلفة ظهرت فى الأشهر التى تلت الثورة تتحدث عن هجرة جماعية لأقباط من مصر ودول الربيع العربى الأخرى. فالاتحاد المصرى لحقوق الإنسان على سبيل المثال ذكر أن الأرقام وصلت على 93 ألف بنهاية عام 2011، فى حين أشار الاتحاد المصرى لمنظمات حقوق الإنسان إلى أن الرقم وصل إلى 100 ألف فى الأشهر التى تلت سقوط مبارك. وقال الكاهن مايكل سوريال، المتحدث باسم مطرانية الأقباط فى أمريكا الشمالية، إن هناك زيادة كبيرة فى عدد المسيحيين الذين يتم تسجيلهم فى كنائس الولاياتالمتحدة فى الأشهر الستة التى تلت سقوط مبارك، ويقول سوريال، إن مصر فى حالة من الفوضى، والناس خائفون، مشيرا إلى أنه لا يتحدث فقط عن المسيحيين ولكن أيضا المسلمين المعتدلين والنساء والأطفال. من جانبه، يقول بولا سيدرا، الخبير فى شئون مصر والأستاذ المساعد بجامعة سيمون فرايزر قوله إن الحكومة الحالية ترى الأقباط مواطنين ليس لهم حقوق متساوية (مع المسلمين) ولكن كجماعة مصالح يجب تهدئتها.. وأضاف قائلا إن مبارك ربما كان ينظر لهم بنفس الطريقة إلا أن خطاب المواطنة على الأقل ظل موجودا، وهذا الخطاب مهم بقدر ما يحد من تزايد اللهجة الطائفية. إلا أن هذا الحاجز لم يعد موجودا الآن، وهذا قد يعنى تحولا جذريا فى ثقافة البلاد.