نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً للكاتب الأمريكى الشهير، روجر كوهين، يعلق من خلاله على العلاقة التى تجمع بين الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، خاصة بعد لقائهما فى واشنطن خلال الشهر الحالى، ويقول كوهين إن نتانياهو فاز بالجولة الأولى على أوباما، وهو الأمر الذى يهدد المصالح الأمريكية وأمن إسرائيل على المدى الطويل. ويرى الكاتب أن تبادل الابتسامات والمجاملات لم تخف التوتر الواضح بين أوباما ونتانياهو، خاصة عندما تباحثا حول إيران والقضية الفلسطينية الإسرائيلية ومدى ارتباطهما ببعض. ويقول كوهين إن الرئيس الأمريكى تنازل أمام الضغط الإسرائيلى ووضع جدولا زمنيا للمباحثات الإيرانية خلال عام، كما تحدث عن إمكانية فرض "عقوبات دولية" ضد إيران، مخالفاً بذلك تعهده بأن "هذه عملية (التواصل مع إيران) لن تتخللها التهديدات". ومن ناحية أخرى، يضيف الكاتب أن أوباما سمح لنتانياهو بمجاملته لأنه "وضع جميع الخيارات على الطاولة"، ولم يتحدث عن شن هجوم أمريكى على إيران. ولكن يتساءل الكاتب: ما الذى حصل عليه أوباما من ذلك؟ فهو لم يحصل حتى على اعتراف نتانياهو بأن إقامة دولة فلسطينية هى الهدف الافتراضى من هذه المباحثات فى المقام الأول. وينظر الكاتب إلى تجربة كوريا الشمالية النووية الثانية خلال هذا الأسبوع، كناقوس ينذر بخطر حقيقى فى حال أن قامت إيران بأخذ هذه الخطوة، ولكنه يرى أن هذا من الممكن اجتنابه إذا تم انتهاج سياسات محددة وخلاقة، واستبدل أوباما باستراتيجيته أخرى أكثر حزماً وصرامة. يقول كوهين إن هناك ثلاث نقاط واضحة، الأولى هى أنه فى حال سير أوباما على مضمار الأجندة الإسرائيلية فيما يتعلق بإيران، فإن التواصل مع الجمهورية الإسلامية سينقطع بلا شك. أما النقطة الثانية، فتتمثل فى لعبة فرض العقوبات، ويرى الكاتب أنه لن يكون هناك "عقوبات رادعة" لأن الصين وروسيا ببساطة لديهم مصالح خاصة فى إيران. وأخيراً، النقطة الثالثة هى أن الرئيس الأمريكى، سيتحول عما وصفه نادر موزافيواده، مدير المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، بال"مزيج من الابتكار الخطابى، واستمرار السياسة" إلى اعتناق فكر جديد خاص بإيران بعيداً عن سياسة الترغيب والترهيب المستهلكة.