يواجه رئيس الوزراء الإيطالى المكلف إنريكو ليتا مهمة شاقة، تتمثل فى التوفيق بين حزبه الديمقراطى (يسار الوسط) وفكرة الحكم مع أشد خصومه، فى الوقت الذى يقود فيه جهود انتشال الاقتصاد الإيطالى من أزمته العميقة. ويستعد إنريكو ليتا لتولى دفة قيادة إيطاليا التى عانت من الركود لنحو سبعة أرباع سنوية متتالية، حيث تقلص الاقتصاد إلى مستويات عام 2000، فى الوقت الذى ارتفع فيه معدل البطالة بين الشباب إلى 35%. وفى أول تصريحاته عقب تكليف الرئيس الإيطالى جورجيو نابوليتانو له بتشكيل الحكومة الجديدة فى البلاد، قال ليتا إن "مفاجأة" تكليفه "تساوى الشعور العميق بالمسئولية التى أتحملها على كتفى". ومن المتوقع أن يقود ليتا الحزب الديمقراطى إلى تشكيل ائتلاف مع المحافظين بقيادة رئيس الوزراء السابق سلفيو برلسكونى، والوسط بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو مونتى، وهى النتيجة التى قاومها حزبه بما أوتى من قوة منذ حقق نصرا باهظ الثمن فى انتخابات فبراير الماضى، حيث لم يتمكن من تحقيق أغلبية برلمانية. من جانبه، دعم برلسكونى هذا الحل منذ البداية. وقد غير الحزب الديمقراطى رأيه الأسبوع الماضى فقط، بعدما فشل مرشحاه لرئاسة البلاد مرتين فى الفوز بتأييد البرلمان لأى منهما. وفى أعقاب الهزيمة المزدوجة، اضطر الحزب إلى دعوة الرئيس نابوليتانو،87 عاما، للبقاء فى منصبه والخضوع لإرادته رغم عزمه مغادرة المنصب. وفى خطاب إعادة انتخابه، شدد رئيس البلاد على ضرورة تعامل جميع القوى السياسية مع نتائج الانتخابات غير الحاسمة "سواء نالت رضاهم أم لا"، وأصر على عدم وجود حل آخر للأزمة غير تشكيل ائتلاف موسع. وكتب ليتا على موقع التواصل الاجتماعى "توتير"، أمس الأول الاثنين، "بعد هذا الخطاب، ليس أمامنا سوى العمل، دون إضاعة الوقت، دون التحزب، ونفكر فقط فى مشكلات البلاد". وأظهرت هذه التصريحات وجود تغير فى الرأى مقارنة بوقت سابق الشهر الجارى، عندما أصر ليتا على أن إبرام صفقة مع برلسكونى "ليس حلا عمليا"، فى حين كان الحزب الديمقراطى يغازل حركة "النجوم الخمسة" الاحتجاجية، فى محاولة لم يحالفها النجاح للتحالف مع شريك بديل.