قالت صحيفة الفايننشيال تايمز إن ارتفاع رسوم المرور عبر قناة السويس أدى للكثير من الخسائر لأصحاب السفن، إذ يتكلف مرور سفن الحاويات الكبيرة 600 ألف دولار للذهاب فقط.. حيث رفعت إدارة القناة متوسط الرسوم بنسبة 7.1% منذ مارس 2008، فى حين أنهم أكدوا عدم زيادة الرسوم مرة أخرى منذ هذا العام، وتؤكد شركات الشحن أنها فى أمس الحاجة إلى التخفيضات. وفضلا عن ارتفاع الرسوم، واجه مشغلو السفن العام الماضى زيادة فى تكاليف التأمين لعبور خليج عدن بين الصومال واليمن، حيث تعرضت عشرات السفن للاحتجاز من قبل القراصنة، ونتيجة لذلك اتخذت الكثير من السفن مسار رأس الرجاء الصالح بين آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية التى كانت تتخذه كل السفن قديما قبل افتتاح قناة السويس. وقال نيكولا سانتينى رئيس غرفة التجارة بين آسيا وأوروبا ورئيس ثالث خط حاويات فى العالم، إن شركته هى الأولى التى أعادت اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، مؤكدا أنه خيار عملى مناسب، مطالبا إدارة قناة السويس بتقديم تخفيضات كبيرة حتى يمكنهم العودة لتمرير بضائعهم من خلالها، وأشار إلى أنه لجأ إلى رأس الرجاء الصالح منذ ستة أشهر وأنه يحقق وفورات كبيرة. ويتراوح حجم التجارة التى يتداولها مشغلو سفن الحاويات فى الربع الأول من هذا العام ما بين 15% و30% النسبة التى تعد أقل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، مما أدى إلى تقليص ودمج العديد من الخدمات وبات عدد كبير من السفن فائضا عن الحاجة. وعلى الجانب الآخر، فإن أسعار الوقود سجلت متوسط 45% خلال الربع الأول من هذا العام أقل من نفس الفترة من العام الماضى - وفق مولر ميرسك أكبر مشغل أسطول حاويات فى العالم-، وتضيف الصحيفة أنه بالنظر إلى التكاليف الأقل للوقود فإن الرحلات الطويلة باتت أسهل، حيث تستغرق الرحلة عبر رأس الرجاء للوصول إلى آسيا وأوروبا أسبوعا أكثر من المرور عبر قناة السويس مع استمرار الخدمات الأسبوعية عن طريق استخدام الفائض من السفن. لكن خلال سنوات ازدهار القطاع، فمع النقص فى السفن ويأس العملاء فى الحصول على المنتجات بسرعة وارتفاع أسعار الوقود كل هذا جعل هذا الخيار أمرا غير منطقى. وتقول الصحيفة إنه من غير الواضح إلى أى مدى ستتحرك سلطات "القناة" لإرضاء عملائها ومحاولة إعادة نظامها المعروف الذى فقدته بسبب قلة حركة كافة أنواع السفن عبرها. ونقلت الصحيفة عن قائمة لويدز الصحيفة الخاصة بشئون الشحن، أن هيئة قناة السويس تضع اللمسات الأخيرة على سلسلة من التخفيضات فى الرسوم، على الرغم من عدم الإعلان رسميا حتى الآن، فيما ردت خطوط الشحن بأن عودتها إلى القناة ستتحدد بحجم هذه التخفيضات.