"الصبر على الابتلاء بالموت طاعة لله".. كان هذا هو مضمون خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، فقد تحدث الشيخ عيد علم الدين خطيب الجامع الأزهر عن أن شريعة الله فى عباده منذ خلق آدم أبو البشر تشتمل على الابتلاء فى المال والصحة والأحباء، مؤكدا بأن الصبر على كل هذه الأمور من أسباب رضا الله عن عباده، مطالبا من اقترب أجله من البشر أن يستكمل بقية عمره فى التقرب الى الله. وعلى الرغم من حديثه عن الموت إلا أن خطيب الجامع الأزهر لم يتطرق صراحة إلى نعى محمد علاء حفيد الرئيس مبارك، وهو الأمر الذى خالف توقعات الكثير من المصلين، وبررته مصادر لليوم السابع بأن هناك تعليمات من وزارة الأوقاف لأئمة المساجد بعدم التركيز على هذا الأمر بعد صدور تعليمات بعدم نشر تعازى أو نعى فى الصحف، وهو الأمر الذى انطبق على المساجد أيضا. وفى نهاية الخطبة حرص الإمام على التشديد فى الدعاء للموتى طالبا لهم الرحمة، وأنهى ذلك بيت من الشعر (فلما استحكمت حلقاتها فرجت.. وظننتها لن تفرج).. الأمر نفسه تكرر مع عدد من المساجد الكبرى مثل الحسين ومصطفى محمود بالمهندسين والذى تحدث فيه الإمام عن ثواب الصبر على مصيبة الموت، وضرورة الرضاء بقضاء الله، إلا أنه أيضا لم يتطرق إلى واقعة وفاة حفيد الرئيس مبارك وهو الأمر الذى يؤكد صحة وجود تعليمات بعدم التركيز على هذا الأمر، خاصة وأن المساجد الكبرى بالمحافظات المختلقة مثل محافظة مطروح والتى تناول أئمتها موضوعات مختلفة فى خطبة الجمعة سواء أئمة الأوقاف أو الأئمة السلفيين، حيث تناول الشيخ على حامد الرفاعى إمام وخطيب المسجد الكبير بمطروح موضوعا اجتماعيا تكملة لسلسة خطب الجمع السابقة حول العلاقات الأسرية، حيث تناول علاقة الزوجة بوالدى زوجها، وخاصة الأم وشدد على ضرورة أن تكون المودة والرحمة متبادلة من الطرفين. بينما فى المنيا خصصت بعض المساجد الجزء الثانى من خطبة الجمعة للحديث عن الموت وحقيقته والعظة التى يجب على كل مسلم أن يأخذ منها، ونفى مصدر بمديرية الأوقاف بالمنيا ورود أى تعليمات لدى الأوقاف للحديث عن الموت وحقيقته أو الحديث عن أى شىء خاص بتغيير خطبة هذه الجمعة، فيما كثفت الأجهزة الأمنية تواجدها بالمساجد الخاصة بالإخوان المسلمين خوفا من خروجهم فى مظاهرة اليوم اعتراضا على زيارة الرئيس الأمريكى أو رئيس الوزراء الإسرائيلى للقاهرة كما حدث الجمعة الماضية. وفى البحيرة ركزت الخطبة فى عدد كبير من المساجد عن المصائب التى ألمت بالمسلمين وآخرها أنفلونزا الطيور وأنه لن ينصلح حال الأمة إلا إذا قام أفرادها بتغيير أنفسهم، وقامت أعداد كبيرة من المواطنين بالدعاء لحفيد الرئيس عقب الصلاة محتسبة إياه عند الله، وأكدوا أنه مازال طفلاً، ولكن الموت ليس لديه عزيز. واختلف الأمر قليلا فى شمال سيناء، حيث قدم عدد من خطباء مساجد شمال سيناء ومنها عمرو بن العاص والرفاعى وأبو بكر الصديق والنصر والجمعية الشرعية العزاء إلى الرئيس مبارك فى وفاة حفيده، والتى وصفوها ب"المصيبة"، وتطرقوا إلى ضرورة الصبر عليها، كما تحدثوا عن موقف الرسول الكريم فى وفاة ابنه إبراهيم وذكر العديد من القصص حول صبر الصحابة.