سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرشد العام ل"الإخوان" يوجه رسالة دعوية خالصة للشباب.. ويؤكد: حسن البنا كان مثالا للشابِّ صاحب العقيدة النقيَّة.. واحذروا أن يستخدمكم أحد لتكونوا وقودا لمعارك لا ناقة لكم فيها ولا جمل
خصص الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، رسالته الأسبوعية اليوم الخميس، ل"الشباب"، قائلا: "أنتم أمل الأمة الواعد ومستقبلها المشرق وسواعدها الفتية، وحاملو لواء نهضتها وتقدُّمها، وأنتم بناة مجدها وتبوُّئها لمكانتها المستحقة، وأنتم قوتها المذخورة لمواجهة التحديات المستقبلية داخليًّا وخارجيًّا، وأنتم عُدَّةُ المستقبل، ومعقدُ الأمل، وهذا هو قدْركم وقدَركم، وتلك هى مسئوليتكم وأمانتكم أمام الله تعالى، ثم أمام أمَّتكم وأنفسكم، وعلى قدر مكانتكم يكون الجهد المطلوب منكم، وعلى قدر الحقوق تكون الواجبات، وكلما سَما الهدف سما الجهد المبذول لتحقيقه". وأكد "بديع"، أن التاريخ الإسلامى يمتلئ بالعديد من المشاهد التى تكشف حرص القيادات على تبوئكم للمناصب، مضيفاً: "تاريخنا الإسلامى يُؤكِّد مكانتكم، وحرص القيادات التاريخية المختلفة على تبوُّئكم لمكانتكم المستحقة عبر العصور، فما أسامة بن زيد، ومصعب بن عمير، ومعاذ، ومعوذ بنا عفراء، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن النضر، ومحمد الفاتح رضى الله عنهم جميعا، وغيرهم، من نماذج مضيئة فى تاريخنا إلا ترجمة حقيقية لمكانتكم، وللإنجازات التى حققها الشباب عبر مختلف العصور". وأوضح المرشد العام، أن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين كان مثالاً للشابِّ صاحب العقيدة النقيَّة، والدعوة الصافية الحقيقية، والجهد الموفور، والدأب الكبير لتحقيق أهدافه، فأنشأ جماعة الإخوان المسلمين، ووضع أسسها وهياكلها وضوابطها الفكرية والحركية، وجاب القطر المصرى كله، وكذا بعض الأقطار الخارجية، وأقنع الآلاف المؤلَّفة بفكرته، ونشرها بمساعدة إخوان مخلصين له، وأنعم الله عز وجل عليه بالشَّهَادة فى نهاية مشواره الجهادى والدعوى العظيم، كل ذلك وغيره من إنجازات عظيمة، ولم يتعدَّ عمره الثالثة والأربعين. وأضاف بديع: "لقد خصَّكم الإمام البَنَّا برسالة خاصة "إلى الشباب" حدَّد فيها أركان النجاح فى قوله: "إنما تنجح الفكرة إذا قوى الإيمان بها، وتوفَّر الإخلاص فى سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووُجد الاستعداد الذى يحمل على التضحية، والعمل لتحقيقها"، ونجده حدَّد أربعة أركان للنجاح: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل، وهى تشمل الجانب الروحى والعقائدى "الإيمان، والإخلاص"، بجوار الجانب العملى والتطبيقى "الحماسة، العمل"، وفى هذا دمجٌ رائعٌ بين حماسة الشباب وحُسن توجيهها، وترسيخ مفهوم تقديم الجانب العقائدى على ما سواه". وقال المرشد: "الشباب عليهم واجبات عظيمة لمواجهة التحديات ولتحقيق الإنجازات المرجوَّة منكم، واحذروا أن يستخدمكم أحد لتكونوا وقودا لمعارك لا ناقة لكم فيها ولا جمل، وأول هذه الواجبات واجبكم تجاه ربكم، فأحسنوا علاقتكم بربكم وأخلصوا توجُّهكم له، واحذروا أن تفعلوا ما يغضبه منكم، فهو سبحانه نِعْمَ المولى والمُعِين والنصير، فأحسنوا عبادته وأداء ما فرضه عليكم، واجتنبوا ما نهى عنه، وسيروا وفق ما يُحِبُّ ويرْضَى، وتسلَّحوا بالعلم والمعرفة فى شتَّى المجالات والمناحى، وتميزوا فى تخصُّصاتكم العلمية، فهى توسع مدارككم وتنير عقولكم، واستفيدوا بجهد وعلم وخبرات من سبقوكم، فلا كبير على العلم أو التعلم، وإياكم من التكبُّر على العلم أو العلماء، أو من هم أكبر منكم سنًّا ومكانة، أو فى أى منحى من مناحى الحياة، فالتكبُّر كله شرٌّ وهو من مُهْلِكات القلوب". وحذر بديع، الشباب مما سماه ب"فتن ومؤامرات" تُحاك ضدهم أناء الليل وأطراف النهار، لتثبيط ولتُفشل جهودهم، مضيفاً: "كونوا على وعى بها وبمُدَبِّرِيها وبداعميها، ولا تنساقوا وراء أهدافهم المشبوهة وحبائلهم الشيطانية، واحذروا من إساءة استخدام ما أنعم الله عليكم به من قوة فى مختلف المجالات بدنية، أو علمية، أو مادية، فحافظوا عليها تكُنْ لكم ذخرا فى مستقبل حياتكم، ولا تغترُّوا بطول العمر فأنتم فى فترة قوة بين ضعفين (الله الَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ) (الروم: 54)، وستُسْأَلون يوم القيامة عن هذه الفترة، مصداقًا لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع.."، ورغم أن الشباب فترة من العمر، فإن الرسول- صلى الله عليه وسلم- خصَّه بسؤال خاص عن هذه الفترة، لأهميتها فى العمر كله "عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه". وأضاف المرشد: "احذروا من إساءة استخدام الحُريَّة للنيل من الأشخاص والهيئات، أو لتدمير مقدرات الوطن، فكل حقٍّ ينتهى عند إساءة استعماله، وعند تماسِّه مع حريات الآخرين، فلا تضيقوا على أنفسكم واسعا، والحذر كذلك من الطموح القاتل الذى يجنح بصاحبه عن جادة الصواب، ويُبرِّر له سوء عمله ويُضِلُّه عن سواء السبيل، فيجعل الغاية تُبرِّر الوسيلة، ويسعى لتحطيم كل القيم والمبادئ والأعراف". وتابع بديع، "إياكم من النَّقْد الهَدَّام الذى يسعى لتدمير الغير، فهناك ضوابط أخلاقية وقيمية لا خلاف عليها فى عرض الرأى والاختلاف فيه، ويجب أن تتحلوا بها وألا تحيدوا عنها، فقد أمرنا بتقديم النصيحة لأئمة المسلمين، وعامتهم كواجب علينا، ولكن وفق ضوابط وقيم لا يجب أن نحيد عنها، واحذروا تعجُّل النتائج وقَطْف الثمار قبل أوانها أو اعتساف المراحل، ففيها مضيعة للوقت والجهد والعلم وإهدار لطاقات الأمة، وتذكروا النصيحة الغالية للإمام البنا "أَلْجِمُوا نَزَوَات العَوَاطِف بِنَظَرَات العُقُول، وَأَضِيئوا نظراتِ العُقُول بِلَهَبِ العَواطِف"، فحدِّدُوا أهدافكم بوضوح تام، واستشرفوا المستقبل بعقلية مُتفتِّحَة، وعلى أسس علمية قويمة تُحقِّقوا أعلى نسبة إنجاز لمستهدفاتكم فى أقصر وقتٍ وبأقل جهد".