سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تأكد إصابة عشرة أشخاص بفيروس أنفلونزا الطيور الجديد فى الصين ووفاة أربعة منهم..السلالة الجديدة تبرر أبحاثا مثيرة للجدل..علماء:نخشى وقوع نتائج الأبحاث فى الأيدى الخاطئة..فيتنام توقف الدواجن الصينية
يعرف العلماء فى مدينة روتردام الهولندية على وجه التحديد، ما يتطلبه تحور فيروس أنفلونزا الطيور ليصبح سلالة وبائية محتملة بين البشر وذلك لأنهم أنتجوا فيروسات متحورة مشابهة فى المعمل. لذلك فإنهم مع ظهور سلالة غير معروفة من أنفلونزا الطيور فى الصين، يقولون إن ما اتخذوه من قبل من قرار مثير للجدل بإجراء تجارب محفوفة بالخطر كان قرارا صائبا رغم ما لقيه من معارضة شرسة. وقبل كل شىء فإن ما يحتاج العالم إلى معرفته بشأن سلالة (إتش7 إن9) الجديدة لفيروس أنفلونزا الطيور هو مدى قدرتها على الانتشار بين البشر. وقال "اب اوسترهاوس" وهو باحث عالمى رائد فى الأنفلونزا يقود أبحاث علم الفيروسات فى مركز أراسموس الطبى بهولندا، إن الدراسات التى يجريها فريقه وفريق آخر فى الولاياتالمتحدة هى أفضل وسيلة للإجابة على هذا التساؤل. وأضاف لرويترز فى مقابلة عبر الهاتف، "لا نعرف فى الوقت الحالى ما إذا كان ينبغى علينا إصدار تحذير أم الاسترخاء والقول إن الأمر بسيط". وقال، إنه يتعين للإجابة على هذا "أن نعرف ما يحتاجه هذا الفيروس ليصبح معديا". ومع تأكد إصابة عشرة أشخاص بفيروس أنفلونزا الطيور الجديد فى الصين منذ يوم الأحد ووفاة أربعة منهم تحشد بكين الموارد لمواجهة الخطر. وقالت اليابان وهونج كونج، إنهما رفعتا أيضا درجة الحذر من الفيروس ومنعت فيتنام واردات الدواجن من الصين. وتستهدف الأبحاث التى تجرى الإجابة عن أسئلة ملحة مثل تحديد التغيرات الجينية أو التحورات التى تجعل فيروسا حيوانيا يصيب البشر. وبمعرفة هذه التحورات يصبح الباحثون ثم السلطات الصحية أكثر استعدادا لتقييم مدى خطورة أى فيروس جديد فى مراحله المختلفة ومتى ينبغى أن يبدأوا فى تطوير عقاقير ولقاحات ودفاعات علمية أخرى، لكن هذه الأبحاث تثير كثيرا من الجدل. فعندما أعلن فريقان من العلماء فى أواخر 2011 توصلهما لطريقة تخليق سلالة أخرى من فيروس (إتش5 إن1) المسبب لأنفلونزا الطيور فى صورة معدية بين البشر علت أجراس الإنذار فى المجلس القومى الاستشارى للأمان الحيوى فى الولاياتالمتحدة حتى أنه اتخذ خطوة غير مسبوقة وسعى لحظر نشر الدراسات. وفى سلسلة من الأبحاث المماثلة استحدث العلماء عمليات تحور فى فيروس (إتش5 إن1) تجعل انتقاله ممكنا بين الثدييات عبر قطرات الماء فى الهواء. وقال المجلس، إنه يخشى أن تقع تفاصيل العمل الذى أنجزه رون فوشييه فى معمل روتردام وفريق ثان بقيادة يوشيهيرو كاواوكا بجامعة ويسكونسن فى الأيدى الخاطئة التى يمكن أن تستغله فى الإرهاب الحيوى. وقالت وندى باركلاى وهى عالمة فى فيروس الأنفلونزا فى امبريال كوليدج فى لندن "كان هناك ذعر من أنهم يخلقون وحشا". وتلا ذلك جدل حاد، واتفق الباحثون فى الأنفلونزا فى أنحاء العالم على تعليق التجارب على هذا النوع لمدة عام حتى تهدأ المخاوف. لكن خلال فترة التعليق قال بعض العلماء، إن الأبحاث ضرورية للاستعداد لوباء الأنفلونزا المقبل، وإن وقفها سيترك العالم فى تخبط عندما تظهر سلالات أنفلونزا جديدة. وقالت باركلاى، التى كانت ضمن 40 عالما، وقعوا على خطاب مفتوح فى يناير، يدعو إلى إنهاء تعليق الأبحاث الخاصة بانتقال أنفلونزا الطيور، إن الأحداث الجارية فى الصين تبين السبب. وأضافت، "إن ظهور (إتش7 إن9) يبين أن الأنفلونزا ستظهر فى فترات منتظمة من مصادر حيوانية". وتابعت أن هذا الفيروس "يبرز حقيقة أننا لا نعلم إن كان أى فيروس قابل للانتقال بين البشر عند ظهوره أم أن انتقاله سيقتصر على الحيوانات لأنه عندما يصل إلى العائل البشرى سيجد حواجز يتعذر عليه اختراقها." إلا أن بعض العلماء مازالوا غير مقتنعين بقيمة تحوير الفيروسات فى المعامل -بغض النظر عن مدى أمانها- بهدف تخليق وتحليل سلالات الأنفلونزا المتحورة التى يمكن أن تنتشر بين الثدييات. وكتب سايمون وين هوبسون، رئيس مؤسسة أبحاث العقاقير ومقرها واشنطن فى دورية نيتشر العلمية الأسبوع الماضى مقالا اتهم فيه الباحثين فى مجال الأنفلونزا بالسير معصوبى الأعين فى طريق محفوف بالمخاطر. وقال، "لم يصل العالم إلى هذا الحد من الكثافة السكانية العالية من قبل. هل من الملائم للعلماء المدنيين صنع ميكروبات أكثر خطورة؟" ويقول اوسترهاوس، الذى اطلع على بيانات التسلسل الجينى من عينات سلالة أنفلونزا الطيور (إتش7 إن9) فى الصين وتوصل إلى عمليات تحور تبعث على القلق حدثت بالفعل فى السلالة إن هذه المخاوف تتضاءل أمام عدم معرفة المخاطر التى يمكن أن ينطوى عليها ظهور فيروس جديد. وأضاف، "قد يكون هذا الفيروس على وشك اكتساب خاصية الانتقال (بين البشر). أعتقد أن معرفة قواعد اللعبة أمر حتمى".