يوم الجمعة الأول من شهر إبريل من كل عام نحتفل بيوم اليتيم، لقد أوصى الله، سبحانه وتعالى، باليتيم، ولقد ورد ذكر اليتيم أو اليتامى صراحة فى كتاب الله الكريم مقرونة بالأحكام الواجبة ثلاث وعشرون مرة فى اثنين وعشرين آية اشتملت عليها اثنتا عشرة سورة. ويكفينا شرفا وفخرا أن رسولنا، صلى الله عليه وسلم، ولد يتيما، وقد رأينا الحبيب المصطفى يقول،(أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة) كما بشر الرسول كافل اليتيم بالنجاة من النار يوم القيامة، اليتيم هو الذى فقد العاطفة.. والرحمة.. واللباس الجيد.. والطعام الجيد والشراب الجيد.. والتعليم الجيد .. فقد أباه فى البيت والشارع والمسجد.. إنه حقًّا مسكين ذلكم اليتيم. ، فعدد اليتامى فى مصر بلغ حوالى 2.5 مليون طفل يتيم، معظمهم من الفقراء يحتاجون الى مد يد العون إليهم. قال صلى الله عليه وسلم: الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله. إن اليتيم إذا بكى اهتز له عرش الرحمن ونادى الله الملائكة يا معشر ملائكتى أشهدكم أن من أسكت اليتيم وأدخل السعادة فى قلبه جعلت له قصرا فى الجنة، فالرسول كان وهو سائر فى الطرقات يحتضن اليتيم ويمسح بيده الكريمة على رأسه، وعن أبى الدرداء، رضى الله عنه، قال، أتى النبى صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم، أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ (ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك) كفالة اليتيم فى الإسلام ليست فى كفالته ماديا فحسب، بل الكفالة تعنى توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والتوجيه، والنصح، والإرشاد، والتهذيب، والقيام بما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية من المأكل والمشرب والملبس والعلاج، وتأمينه على جسده، ونفسه، وعرضه، وماله، وعقيدته، ودينه، وأخلاقه. إن كفالة اليتيم تزود الرزق فى الدنيا والآخرة.. والكفالة الحقيقية هى التى تُشعر اليتيمَ بأنه يعيش حياة كريمة، ولا يشعر بفرق بينه وبين أقرانه ممن ليسوا أيتامًا. إن الرؤية القرآنية ترى أن كفالة اليتيم ورعايته وصيانته والقيام على أموره، من أعظم أبواب الخير والبر والرحمة. ونستشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير بيت المسلمين هو بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت المسلمين هو بيت فيه يتيم يساء إليه".. قال تعالى) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فلا تَقْهَرْ) فحذرت من إيذائه فى ماله وهو الضعيف الذى لا يقوى على حمايته؛ بل جعلت الاعتداء على أمواله خطًّا أحمر، يستوجب العقاب الشديد فى الدنيا والآخرة، بل جعلت من يحتسى ولو شربة ماء من مال اليتيم بغير حق كمن يحتسى ماء حميما فى بطنه، ومن يأكل لقمة خبز من أموال اليتيم بغير وجه حق كأنه يأكل نارا تتأجج فى بطنه.. ويا لها من حسرة، وياله من إنذار شديد، يستدعى منّا العناية والحذر والحفاظ على مال اليتيم. من أجل مرضاة الله، عز وجل، فأبواب الجنة تتقدمها امرأة فلما سألنا لماذا هذه المرأة قالت إننى حافظت على اليتامى وعلى أموالهم وعلى شرفهم، فكنت من السابقين إلى الجنة إن العمل الخيرى وأعمال الكفالة تتراجع للوراء بسبب انخفاض أعداد المتبرعين وزيادة أعداد المحتاجين، فقد حان الوقت لدعم الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة التى تقوم برعاية المرضى والأيتام والعمل على مساندتها لإرساء قواعد التكافل فى المجتمع فهذه الجمعيات تسد حاجة اجتماعية قد لا تصل إليها الدولة وأجهزتها الرسمية وباتت هذه الجمعيات الخيرية تشكل أحد أهم أعمدة المجتمع المدنى فى مصر. وفى هذا اليوم تقوم الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية بدعوة كل المهتمين بشئون الأيتام والفقراء من المسئولين والأثرياء الذين يسهمون فى مجال التكافل مما يثرى العمل الاجتماعى ويدفعه إلى الأمام بتكريم الأيتام المميزين منهم فى دراستهم، وأمهات الأيتام المثاليات، والأسر الحاضنة لهم.