مصباح مانشستر سيتي السحري.. كيف يستفيد جوارديولا من مرموش؟

بات الدولي المصري عمر مرموش، أحد العناصر داخل كتيبة بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، حيث أصبح متاحًا للمدرب الإسباني استخدام صاحب ال33 مساهمة خلال النصف الأول من الموسم الحالي، في ما تبقى من مباريات سعيًا لإنقاذ الفريق صاحب اللون الأزرق بمدينة مانشستر الإنجليزية، من تراجع المستوى الذي يمر به مؤخرًا.
وأعلن مانشستر سيتي، التعاقد مع عمر مرموش، صباح الخميس الماضي الموافق 23 يناير، من أجل تدعيم صفوف الفريق الأمامية خلال فترة الانتقالات الجارية، ووقع اللاعب المصري على عقود انضمامه للنادي السماوي حتى صيف 2029.
ويحتاج مانشستر سيتي في الوقت الراهن لتدعيم صفوفه الأمامية في ظل تراجع نتائج ومستوى الفريق خلال الفترة الأخيرة، ويعود ذلك إلى غياب العناصر الأمامية والفعالية التي اعتادت كتيبة جوارديولا على تقديمها، ويتواجد السماوي في المركز ال5 بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 38 نقطة وبفارق 12 نقطة عن ليفربول المتصدر، بينما يستقر بالمركز ال25 بجدول ترتيب دوري الأبطال برصيد 8 نقاط وسط مخاوف من الخروج المبكر من المسابقة.
مرموش مصباح جوارديولا السحري
وجد بيب جوارديولا، ضالته في التعاقد مع عمر مرموش، في ظل تراجع المستوى الذي يعاني منه الفريق مؤخرًا بالجانب الهجومي، وسط انخفاض معدل صناعة الفرص في الثلث الأخير من الملعب من لاعبي الخط الأمامي للفريق، رغم تصدر مانشستر سيتي قائمة الأندية الأكثر تمريرًا للكرة بالموسم الراهن بواقع 13476 تمريرة.
وتنوعت صناعة الفرص التي انتهت إلى داخل شباك منافسي مانشستر سيتي بالموسم الراهن في الدوري الإنجليزي، من جانب أكثر من لاعب، تربع على قمتهم كيفين دي بروين رغم عدم مشاركته في كافة مباريات السماوي مؤخرًا بسبب الإصابة التي تعرض لها.
تواجد دي بروين في صدارة اللاعبين الأكثر صناعة للفرص التي انتهت بهز شباك الخصوم، يوحي بتراجع خلق الثغرات في دفاع الخصوم من الخط الأمامي للفريق، حيث جاءت صدارة القائمة كالآتي:
- كيفين دي بروين: 6 تمريرات حاسمة.
- سافينيو: 5 تمريرات حاسمة.
- جيريمي دوكو: 4 تمريرات حاسمة.
- بيرناردو سيلفا: 4 تمريرات حاسمة.
في المقابل، تربع عمر مرموش على قمة اللاعبين صناعة للأهداف في الدوري الألماني برصيد 9 تمريرات حاسمة رغم تواجد اللاعب بمركز رأس الحربة، إلا إن تحركات مرموش كما تظهر الخريطة الحرارية للدولي المصري أشارت إلى أن انتشار اللاعب يكمن في كافة أرجاء نصف الملعب الأمامي وليس الاكتفاء بالتواجد في منطقة العمليات.
ويصبح وجود مرموش في أرضية الميدان جنبًا إلى جنب مع النرويجي إيرلينج هالاند، وصيف هدافي الدوري الإنجليزي، أكثر خطورة وسط التمريرات المفتاحية التي اعتاد الدولي المصري على تقديمها والتي غابت عن عناصر كتيبة جوارديولا خلال الفترة الماضية، حيث ساهم بخلق 35 فرصة لزملائه في الموسم الحالي وفقًا لما ذكره موقع الإحصائيات "أوبتا".
ماكينة أهداف متحركة
تسجيل عمر مرموش للأهداف بغزارة، يعد أحد الأسباب التي دفعت مانشستر سيتي للتعاقد معه بجانب تمريراته الحاسمة، والتي اعتاد من خلالها على هز شباك المنافسين، في الوقت الذي كان يشارك به المصري في مركز المهاجم الصريح، حيث أحرز 15 هدفًا بالدوري الألماني.
استغرق عمر مرموش 1454 دقيقة من أجل تسجيل 15 هدفًا بالدوري الألماني، في الوقت الذي دك هالاند شباك خصومه بعدد 17 هدفًا في 1946 دقيقة، تفوق النرويجي لم يكن كافيًا لبيب جوارديولا حيث رغم كفاءة مهاجمه إلا إنه أهدر 18 فرصة تسجيل محققة.
وجاء احتياج جوارديولا لتواجد مرموش في فريقه لاتساع الفارق بينه مهاجمه هالاند وأقرب ملاحقيه فيل فودين في قائمة السماوي تسجيلًا للأهداف بالدوري، حيث تربع النرويجي على القمة متجاوزًا حاجز المنافسة عن زملائه.
صدارة قائمة هدافي مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي
- إيرلينج هالاند: 17 هدفًا.
- فيل فودين: 6 أهداف.
- جوسكو جفارديول: 4 أهداف.
- ماتيو كوفاسيتش: 4 أهداف.
- جيريمي دوكو: 3 أهداف.
يظهر بشكل واضح تراجع المستوى التهديفي للاعبي الفريق بخلاف هالاند، خاصة في الشق الهجومي والذي يظهر به فيل فودين وحيدًا في الصدارة برصيد 6 أهداف فقط بفارق 11 هدفًا عن النرويجي.
تسجيل مرموش 15 هدفًا بالدوري الألماني كان كافيًا لتواجد اللاعب في صفوف مانشستر سيتي مع تراجع المساهمات التهديفية للاعبي الفريق الإنجليزي، بالشق الأمامي بخلاف هالاند، حيث يرى جوارديولا أن وجود الدولي المصري سيكون كافيًا لزيادة الفعالية الأمامية للفريق بشكل أكبر فيما تبقى من الموسم الجاري.
أين يمكن أن يشارك مرموش؟
ظهر بشكل واضح تفوق مرموش من جانب تمريراته الحاسمة والشق التهديفي على لاعبي مانشستر سيتي بالموسم الراهن، وجاء ذلك في ظل مشاركة المصري بمركز رأس الحربة مع آينتراخت فرانكفورت، حيث أجاد التسجيل والصناعة اللتان دفعتاه للتواجد في وصافة اللاعبين الأكثر مساهمة بالدوريات الكبرى برصيد 33 مساهمة في مختلف المسابقات.
وجود هالاند وقدرته التهديفية الكبيرة، والتي يتفوق فيها مرموش في معدل التسجيل بواقع 0.9 هدف لكل مباراة مقابل 0.8 هدف للنرويجي، رغم تقدم الأخير بفارق هدفين كعدد الأهداف بشكل عام في مسابقة الدوري، يضع جوارديولا في حيرة وسط رغبته بتوظيف الدولي المصري.
اعتياد مرموش على التواجد في مركز رأس الحربة وهو الذي تألق اللاعب من خلاله بشده، قد يجعل جوارديولا يشرك اللاعب في مركز المهاجم الثاني بالملعب بجوار هالاند للاستفادة من قوة مرموش التهديفية المرتفعة وتمريراته الحاسمة، والتي سينتظرها النرويجي بترقب.
عودة دي بروين من الإصابة التي لحقت به مؤخرًا وعودة مستواه خلال مباريات مانشستر سيتي الأخيرة التي ظهر بها اللاعب البلجيكي والذي ينشط في مركز رقم 10 وهو صناعة اللعب، سيغلق الطريق على مرموش للتواجد في ذلك المركز وسط رغبة جوارديولا في حصد العديد من المكاسب بأكبر قدر ممكن من لاعبيه المتاحين حاليًا وسط غياب الكثير بواقع الإصابة.
أحد المراكز المتاحة لظهور مرموش هو الجناح وسط تراجع مستوى أجنحة الفريق الأمامية بخط الهجوم، إلا إن فعالية المصري تظهر بشكل أكبر في قلب الملعب أمام المرمى كما أشار صاحب ال25 في حديثه للموقع الرسمي لمانشستر سيتي.
وفي ظل تواجد هالاند ودي بروين، وتكيف مرموش في قلب الملعب بالقرب من منطقة الجزاء، فإن الخيار الأمثل لبيب جوارديولا هو الدفع بالمصري في مركز المهاجم الثاني خلف إيرلينج هالاند، في ظل تمتع الدولي المصري بالمهارة الكافية والسرعة لاختراق الحواجز الدفاعية.
وسيتعين على جوارديولا التضحية بأحد لاعبي الوسط من أجل زيادة قوته الهجومية والاستفادة بأكبر قدر ممكن من لاعبيه بالخط الأمامي.
أين يرى مرموش مركزه؟
قال عمر مرموش، في تصريحات لموقع مانشستر سيتي: "لعبت في العديد من المراكز مع المنتخب الوطني، ألعب في الجناح الأيسر معظم الوقت وفي فريقي السابق كنت ألعب في مركز 9، وأحيانا في العاشر وأيضًا في مركز 8".
وأضاف موضحًا: "لعبت أيضًا على الجناح الأيمن، لذا أعتقد أنني أستطيع اللعب في جميع المراكز، لكنني أشعر براحة أكبر خلف المهاجم في مركز رقم 10 حيث يكون الطريق إلى المرمى أسرع أو أقصر كما ينبغي أن أقول، لذا فأنا ألعب في جميع المراكز".
وتابع مرموش: "أينما لعبت، سأبذل قصارى جهدي دائمًا لمحاولة مساعدة الفريق، أود أن أقول إن قوتي الرئيسية هي أنني أريد الفوز دائمًا".
وأتم الدولي المصري: "أنا سريع على أرض الملعب وجيد في التعامل مع الكرة، أحاول أن أرى أين توجد المساحات وأستغلها".