رابطة الدوري الألماني ل"د.ب.أ": استئناف الموسم 15 مايو

كدت رابطة الدوري الألماني مساء اليوم الأربعاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) استئناف موسم الدوري في درجتيه الأولى والثانية اعتبارا من 15 مايو الجاري.
وأضافت الرابطة أنها أخطرت أندية دوري المحترفين (36 ناديا) بقرار رئاسة الرابطة.
وجاء قرار الرابطة بعدما أعطت الحكومة الألمانية الضوء الأخضر اليوم الأربعاء لاستئناف بطولة الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) في النصف الثاني من مايو الحالي، وبذلك ستصبح (بوندسليجا) بدرجتيها الأولى والثانية أولى بطولات الدوري الأوروبية الكبرى التي تستأنف نشاطها.
كان قد تم تعليق مباريات الدرجتين الأولى والثانية ببوندسليجا منذ 13 مارس الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ولكن المسابقتين تهدفان الآن لإكمال المراحل التسع المتبقية خلف أبواب مغلقة بحلول 30 يونيو المقبل.
وعقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مؤتمرا عبر الفيديو مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية ال16، واتفقوا على تخفيف بعض قيود الإغلاق ، بما في ذلك إنهاء الحظر على نشاط كرة القدم الاحترافية وإجراء لقاءاتها بدون جماهير.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي "أبلغت رابطة بوندسليجا بأنها ستستأنف نشاطها قريباً" ، فيما صرحت مصادر مطلعة على المحادثات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه من المقرر استئناف النشاط في النصف الثاني من الشهر الجاري.
كما تم تخفيف القيود المفروضة على رياضة الهواة والرياضيات الشعبية قليلاً.
ويزال من المقرر أن يتم حظر الفعاليات الرياضية بحضور المتفرجين حتى نهاية أغسطس القادم على الأقل.
وقدمت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم بالاشتراك مع اتحاد اللعبة برنامجا مفصلا حول كيفية إجراء المباريات في بيئة آمنة قدر الإمكان، مع مراعاة قواعد الابتعاد الاجتماعي خارج أرضية الملعب والاختبارات المتكررة للجميع.
وشهدت الموجة الأولى من الاختبارات إصابة 10 أفراد بالفيروس من إجمالي 1724 اختبارا في 36 ناديا مشاركا في البطولة بدرجتيها الأولى والثانية.
وكان مشروع قرار حكومي اطلعت عليه (د.ب.أ) في وقت مبكر من اليوم قد حدد فترة الحجر الصحي بأسبوعين لمعسكرات تدريب الفريق قبل المباريات ولكن تم حذف الإشارة إلى المدة الزمنية من نسخة لاحقة.
وقال بعض المعارضين السياسيين إن استئناف بوندسليجا في مايو الحالي سابق لأوانه.
وصرحت مونيكا لازار، التي تنتمي لحزب الخضر "بينما المجموعات المهنية العرضة للإصابة بشكل خاص، مثل الممرضات في دور رعاية المسنين ، لم يخضعوا لإختبارات كافية لفيروس كورونا بشكل كاف، فإن هذا بالضبط ما يتم القيام به الآن مع لاعبي كرة القدم المحترفين".
وندد رياضيون آخرون بمنح الأولوية لكرة القدم، حيث وصف يوهانس فيتر لاعب رمي الرمح القرار بأنه "أحمق".
وربما يفتح هذا القرار المجال أمام الرياضات الأخرى مثل كرة السلة لإنهاء مواسمها - مع فرض قواعد صحية أكثر صرامة محتملة للرياضات التي تقام داخل القاعات.
ومن المتوقع الآن أن تلعب فرق بوندسليجا مباراتين في الأسبوع بمجرد استئناف النشاط خلف الأبواب المغلقة، في حين يخشى بعض خبراء الصحة من إمكانية تجمع المشجعين خارج الملاعب، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى ، لكن الأندية رفضت مثل هذه المخاوف.
وبدأت الفرق في إجراء تدريباتها ولكن ليس في المعسكرات التي اقترحتها وثيقة الحكومة.
وذكرت صحيفة "راينيشه بوست" أمس الثلاثاء أن شخصين من بوروسيا مونشنجلادباخ من بين هؤلاء الذين جاءت نتائج فحوصهم إيجابية ولكن النادي لم يعلق، كما تأكدت إصابة لاعبين إثنين من فريق كولون بالفيروس، بالإضافة لأخصائي العلاج الطبيعي بالنادي.
وتم عزل هؤلاء الأشخاص الذين جاءت نتائج فحوصهم إيجابية ولكن تم السماح لبقية الفريق بالتدريب في مجموعات صغيرة، بدون وضع الفريق ككل في الحجر الصحي، ورغم أن فريق إرتسجيبيرجه آوه قرر إدخال الفريق ككل في الحجر الصحي بعد أن جاءت فحوص أحد الأعضاء إيجابية لفيروس كورونا.
وقال هانز يواكيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لبوروسيا دورتموند لشبكة (آر تي إل) التليفزيونية: "نحن الآن على يقين نسبي أنه عندما يبدأ بوندسليجا مرة أخرى ، فإن الأشخاص الأصحاء سيلعبون ضد الأشخاص الأصحاء وهذا هو الوضع المثالي".
كما أبدى فاتسكه ترحيبه بقرار الحكومة الألمانية، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أسفه لضرورة اللعب بدون جماهير.
وقال فاتسكه في بيان بعد إعلان الحكومة: "إن اللعب أمام المدرجات بدون جماهير يمثل تحديا كبيرا ، خاصة بالنسبة لنادي مثل دورتموند ، الذي يستمد الكثير من القوة من حماس جماهيره في الملعب".
واستدرك فاتسكه قائلا " ما كان من المجدي اقتصاديا السماح للأندية ببقاء الدوري الألماني معلقا حتى يتم السماح للمشاهدين بالعودة إلى الملاعب."
وأشار فاتسكه إلى أن الدوري سيستأنف بحذر، حيث قال "نحن في بوروسيا دورتموند ندرك بأن هناك مسؤولية كبيرة. مع علمنا أنه لا توجد ضمانات، فإننا سنفعل كل ما في وسعنا لضمان أعلى مستوى ممكن من الأمان حتى لاتكون هناك إصابات جديدة بين اللاعبين و عائلاتهم.
ومن المقرر أن تكون مباراتا دورتموند المقبلتان على ملعبه أمام جاره اللدود شالكه وبايرن ميونخ، بطل المسابقة في المواسم السبعة الأخيرة، الذي يتربع على صدارة البطولة حاليا، إذا تم الحفاظ على جدول الموسم.
في المقابل، قال كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي لبايرن ، لصحيفة (بيلد) "يجب أن نكون شاكرين لهذا القرار ونتعامل معه بتواضع".
ورحب كريستيان شايفرت الرئيس التنفيذي لبوندسليجا بالقرار، حيث تحدث عن "أنباء سارة" مضيفا أن الضوء الأخضر يعني أيضا "مسؤولية كبيرة من الأندية وموظفيها في تنفيذ المتطلبات الطبية والتنظيمية بطريقة منضبطة".
وأوضح شايفرت "اللقاءات التي لا تحتوي على متفرجين ليست حلا مثاليا لأي شخص. ولكن في أزمة تهدد وجود بعض الأندية نفسها، فهي الطريقة الوحيدة للحفاظ على مباريات الدوري بشكلها الحالي. أود أن أشكر صانعي القرار السياسيين من الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات لثقتهم".
وتمتلك رابطة الدوري الألماني لديها مفهوما مفصلا للسماح بالجولات التسعة المتبقية للعب خلف الأبواب المغلقة في ظروف آمنة قدر الإمكان لجميع المعنيين.
من جانبه، يلتزم وزير الصحة الألماني ينز شبان جانب الحذر ، خاصة بعد إيقاف الإيفواري سالومون كالو لاعب هيرتا برلين بعدما نشر مقطع فيديو لنفسه هذا الاسبوع وهو يصافح زملائه في التدريبات.
وقال شبان لقناة "زد.دي.أف" :"رأينا في الأيام القليلة الماضية أنه من الواضح أن بعض الأشخاص مازالوا بحاجة لفهم أن شيئا ما على المحك".
وأضاف :"ولكن إنطباعي أن الملايين من الجماهير في ألمانيا يتساءلون بطبيعة الحال متى يمكن أن يبدأ الدوري مرة أخرى".