تقرير.. 3 أزمات مهدت لسقوط حامل اللقب في المونديال

رغم أن سقوط حامل اللقب مبكرًا في كأس العالم أصبح حدثًا معتادًا في القرن الجديد، إلا أن خروج المنتخب الألماني من الدور الأول لكأس العالم 2018 مثل مفاجأة لم يتوقعها أشد المتشائمين للمانشافت، بعد الآداء المبهر في بطولتي كأس العالم 2014 وكأس القارات 2017، والخروج بصعوبة من نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية 2016.
المنتخب الألماني سار على درب منتخبات فرنسا، إيطاليا وإسبانيا أبطال كأس العالم 1998، 2006 و2010 على الترتيب، حيث ودعوا جميعهم نهائيات كأس العالم التالية من الدور الأول، بينما نجا المنتخب البرازيلي بطل مونديال 2002 من تلك اللعنة، واستمر مشواره حتى الدور ربع النهائي في كأس العالم 2006.
دخل المنتخب الألماني أجواء مونديال روسيا كأحد أبرز المرشحين للتتويج، إلا أن أزمات عديدة أحاطت بالمانشافت قبل منافسات كأس العالم مهدت لظهور أقل من المتوقع، وهو ما حدث بالفعل بالسقوط التاريخي، حيث تذيل حامل اللقب المجموعة السادسة، خلف منتخبات السويد، المكسيك وكوريا الجنوبية على الترتيب.
خسر الألمان بهدف نظيف في المواجهة الأولى بكأس العالم 2018 أمام المنتخب المكسيكي، ورغم الخسارة الصادمة إلا أن جماهير المانشافت لم يساورها الشك في استعادة الاتزان، حيث كان الآداء الألماني جيدًا في تلك المباراة رغم الخسارة، وبالفعل نجح المانشافت في العودة بطريقة درامية في المباراة الثانية أمام السويد، حيث استمرت نتيجة التعادل 1-1 بين المنتخبين حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، قبل أن يسجل توني كروس هدفًا قاتلًا، وكانت النهاية غير المتوقعة بالسقوط بهدفين نظيفين أمام المنتخب الكوري.
أزمة سياسية
تسبب الثنائي مسعود أوزيل لاعب آرسنال وإلكاي جوندوجان لاعب مانشستر سيتي في جدل كبير بمعسكر المنتخب الألماني، بعدما التقيا بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل أيام من منافسات كأس العالم، وهو ما أثار غضبًا شعبيًا ألمانيًا على اللاعبين صاحبي الأصول التركية، نظرًا لحساسية توقيت اللقاء، حيث اعتبره الكثيرون دعمًا سياسيًا للرئيس التركي، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي فاز بها مؤخرًا.
وخرجت مطالبات باستبعاد النجمين من قائمة ألمانيا في كأس العالم، كما لاحقت جوندوجان صافرات استهجان في المواجهة الودية التي خاضها المنتخب الألماني أمام نظيره السعودي، إلا أن يواكيم لوف المدير الفني للمانشافت دعم لاعبيه، حيث أكد في تصريحات لمجلة دير شبيجل أنه يعرف أوزيل وجوندوجان منذ فترة طويلة، ويثق في مدة تجاوبهما مع القيم الألمانية، كما أضاف أنها مندمجان بالشكل المطلوب مع معسكر المنتخب.
حراسة المرمى
غاب المخضرم مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونخ وأحد أهم عناصر المنتخب الألماني لموسم كامل بسبب الإصابة، وفي المقابل قدم بديله آندريه تير شتيجن مستويات مبهرة مع نادي برشلونة الإسباني، وهو ما جعله يسيطر على مركز حراسة المرمى الألماني خلال مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
قبل أيام معدودة من إعلان القائمة الألمانية المشاركة في كأس العالم، تعافى مانويل نوير، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا حولى مدى أحقية أي من الحارسين بالمركز الأساسي في تشكيل المنتخب الألماني، ووقع لوف في حيرة بين الاستفادة من خبرة نوير رغم غيابه الطوبل وبين مكافأة تير شتيجن على مستوياته المميزة.
استقر لوف سريعًا على إشراك نوير أساسيًا، كما أثار الأخير مزيدًا من الجدل بعدما صرح بأن الجميع يعلم من هو صاحب المركز الأساسي في تشكيل المانشافت، واعتبر كثيرون موقف لوف تحيزًا للحارس المخضرم على حساب تير شتيجن الذي تألق بشكل ملفت، بينما ساند آخرون قرار لوف، لقناعتهم بأهمية الدور الكبير لمانويل نوير رغم غيابه الطويل.
استبعاد سانيه
قدم الألماني الشاب ليروا سانيه موسمًا مبهرًا بقميص مانشستر سيتي، وكان أحد أبرز نجوم الفريق الإنجليزي الذي توج بالدوري الإنجليزي الممتاز في موسم تاريخي حقق به العديد من الأرقام القياسية وسجل سانيه 10 أهداف وصنع 15 هدفًا في ذلك الموسم احتل بهم المركز الثاني في قائمة أفضل صناع اللعب في بريميرليج خلف زميله البلجيكي كيفن دي بروينا.
مستويات سانيه خلال الموسم المنقضي أهلته للفوز بجائزة أفضل لاعب صاعد في إنجلترا، التي تقدمها سنويًا رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية، إلى جانب جائزة أفضل لاعب التي توج بها المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول، وهو ما مثل ختامًا مثاليًا لموسم النجم الألماني، وجعله أحد أبرز النجوم الذين يعول عليهم الجمهور الألماني لتقديم شيء كبير في كأس العالم.
فاجأ لوف العالم باستبعاد سانيه من القائمة النهائية للمنتخب الألماني في كأس العالم، متعللًا بأن طريقته في اللعب لا تناسب الفلسفة التي يتنتهجها فريقه، وهو القرار الذي نال غضبًا كبيرًا سواءً في الأوساط الألمانية، أو على الصعيد العالمي.