لا يزال صوت المعلق عصام الشوالي يدوي في آذان جماهير المصرية عندما صرخ فرحاً بالهدف الثاني للنجم الساحلي في الأهلي على أرض استاد القاهرة في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2007 الذي انتهى تونسياً بثلاثة أهداف لواحد. "خلص.. خلص.. خلص.. فعلها أبن الخضراء" هكذا تحدث الشوالي فرحاً بهدف محمد أمين الشرميطي القاتل في شباك الأهلي مع الدقيقة 32، الهدف الذي أنهى المواجهة إكلينيكياً لصالح النجم قبل أن ينهي موسى ناري اللقاء بهدف ثالث. الشرميطي الذي كان أحد المواهب التي بزغت في القارة الأفريقية قبل 10 أعوام، توقع الجميع أن يصبح واحداً من أساطيرها في وقت لاحق، ليأتي انتقاله إلى هيرتا برلين الألماني ليزيد من توقعات النجاح. عامان من التألق مع النجم الساحلي توج خلالهماً بطلاً لدوري الأبطال، جعلاه ينتقل إلى هيرتا برلين الألماني في صفقة وصلت إلى مليوني و200 ألف يورو، وهو الرقم الكبير للاعب شاب في عامه ال20 مقارنة بتلك الفترة الزمنية. لعنة الإصابات انتقال الشرميطي للدوري الألماني شابه بعضاً من سوء الحظ، بعدما تعرض اللاعب للإصابة في أربطة الركبة بعد أيام من إتمام الصفقة ليغيب لمدة 74 يوم عن 16 مباراة خاضها هيرتا برلين بدون لاعبه الجديد. وبعد عودته من الإصابة بأشهر قليلة، تعرض الشرميطي لإصابتين في عضلات الفخذ والكاحل خلال شهري مارس ومايو 2009، ليغيب عن ثلاث مباريات في 19 يوماً. 90 يوماً غابهم الشرميطي عن هيرتا برلين ابتعد خلالهم عن المشارك في 19 مباراة، ليكتفى بالتواجد في 14 لقاء فقط مع الفريق لم ينجح خلالهم في تسجيل أي أهداف وصنع واحداً فقط لزملاءه، لتبدأ مرحلة التراجع بالنسبة له. وبعد موسمه سيء الحظ مع هيرتا، انتقل الشرميطي إلى اتحاد جدة السعودي لمدة موسم واحد مقابل 900 ألف يورو، ليبدأ في استعاده جزءاً من مستواه بعدما لعب 22 مباراة سجل خلالهم تسعة أهداف، لينجح في العودة للملاعب الأوروبية من جديد. العودة الأوروبية العودة الأوروبية للشرميطي جاءت عن طريق انتقاله إلى الدوري السويسري عبر بوابة زيورخ في صفقة انتقال حر، ليشارك مع الفريق في 153 مباراة خلال 5 سنوات مسجلاً خلالهم 44 هدف وصنع 23 لزملاءه. وعلى الرغم من الاستمرار الطويل له مع فريقه السويسري، إلا أن الإصابات لم تترك التونسي الذي تعرض لأول إصابة بعد انضمامه للفريق بأيام قليلة في أربطة الركبة ليغيب لمدة 25 يوم. إصابة ثانية للشرميطي بعد عودته للظهور مع زيورخ بشهرين فقط غاب بسببها لمدة 48 يوم بعد تعرض لتمزق في أربطة الركبة، لينتهي عام 2010 بالنسبة له بغياب لمدة 73 يوم ليعود للظهور بداية من يناير 2012 الذي شهد تواجده في 25 مباراة حتى شهر يونيو مكتفياً بتسجيل هدفين وصناعة أربعة. عام كامل مر على الشرميطي دون أي يتعرض لأي إصابة، حتى جاء ديسمبر 2013 ليسقط من جديد بإصابة في الكاحل أدت لغيابه 121 يوماً لعب خلالهم زيورخ 13 مباراة بدون المهاجم التونسي. اللاعب المستهلك موسم 2012-2013 كان الأفضل أوروبياً في مسيرة الشرميطي بعدما شارك في 25 مباراة بالدوري السويسري ليسجل خلالهم 25 هدفاً، قبل أن يتعرض للإصابة في منتصف المسابقة أنهت كافة طموحه، ليصبح بعيداً عن الظهور في أغلب فترات الموسمين التاليين. وبات الشرميطي أحد المرشحين للانضمام إلى الزمالك في يونيو 2015 بعدما عرضه أحد وكلاء اللاعبين على الفريق المصري في فترة تفاوضه مع الجابوني ماليك إيفونا، إلى أن مسؤولي القلعة البيضاء أبدوا رفضهم لضم اللاعب. "اللاعب بات مستهلكاً في الدوريات الأوروبية والعربية ولن يفيدنا"، هذا هو رد إسماعيل يوسف مدير الكرة السابق بالزمالك في تصريحات عبر إذاعة الشباب والرياضة وقتها على إمكانية التعاقد مع أمين الشرميطي. محاولة فاشلة بعد انتهاء تعاقده مع زيورخ، حاول الشرميطي بداية مسيرة أوروبية جديدة بدأت في يناير 2016 عن طريق الانتقال إلى أجاكسيو الفرنسي في صفقة انتقال حر، ولكنه اكتفى باللعب في 11 مباراة لم يسجل أو يصنع خلالهم أي أهداف لفريقه. لم يكن أمام الشرميطي في يوليو 2016 سوى الانتقال إلى الدوريات العربية بعدما رحل إلى العربي الكويتي، ولكنه تعرض لحالة اعتداء من جانب الجماهير بعد خسارة ثقيلة للفريق على الرغم من كونه هدافاً له في تلك الفترة. اعتداء جماهيري الشرميطي بعد تسجيله ستة أهداف أصبح بهم هداف العربي، خسر فريقه أمام النصر برباعية نظيفة في الدوري الكويتي في مارس 2017، لتصب الجماهير غضبها عليه باعتداء جسدي كان بمثابة خط النهاية في علاقة التونسي مع فريقه. المهاجم التونسي ظل مستمراً مع فريقه حتى نهاية الموسم ليسجل 10 أهداف في 28 مباراة، ولكنه طلب فسخ التعاقد مع تنازله عن راتبه في آخر شهرين من أجل الرحيل بعدما تعرض لما وصفه وكيله وقتها ب"الإهانة" من جانب الجماهير. لم يكن أمام الشرميطي خياراً آخراً سوى العودة إلى بلاده من جديد، وكان النجم الساحلي هو الخيار الأمثل بالنسبة له، ليوقع له في صفقة انتقال حر بعد فسخ التعاقد مع العربي لتنتهي رحلته الاحترافية بصورة نهائية. عودة للخضراء اللاعب صاحب ال29 عام وقع من جديد للنجم مجاناً في يوليو 2017، ليشارك في أربع مباريات معه مسجلاً هدفاً في ثلاث مواجهات بالدوري التونسي، ويصنع واحداً للمصري عمرو مرعي في دوري أبطال أفريقيا أمام أهلي طرابلس الليبي. رحلات الشرميطي الاحترافية لم تكن موفقة، الإصابات التي تعرض لها كان لها دوراً مؤثراً إلا أن الحظ العاثر للاعب كان عاملاً سلبياً في مسيرته، ليحاول أن يجد ضالته من جديد في فريقه الذي شهد أولى فترات تألقه. للتواصل مع الكاتب عبر.. فيسبوك.. اضغط هنا تويتر.. اضغط هنا