حين يكون مستضيف نهائيات كأس أمم أوروبا أحد الدول الكبرى كروياً سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات فإن المتعة تكون مزدوجة. فهذا يعني أن ملاعب جبابرة القارة العجوز والتي تعودت على رؤيتها في دوري الأبطال أو اليوربا ليج "كأس الاتحاد الأوروبي سابقاً" أو بطولة أبطال الكؤوس الأوروبية والتي ألغيت بعد نسخة 99 ستكون شاهداً على المتعة الدولية مثلما كانت شاهدة على صراع الأندية. ويكتب التاريخ في اليورو عندما ينظم في ملاعب الألمان أو الإنجليز أو الطليان أو الأسبان مواجهات استثنائية وتاريخية.. ويلقي "يالاكورة" من خلال التقرير التالي الضوء على أبرز مواجهات اليورو الكلاسيكية في معاقل جبابرة أوروبا: أولمبيا ستاديون (هولندا 2 - 0 الاتحاد السوفيتي) اللقب البرتقالي بنكهة فان باستن ملعب بايرن ميونخ من جديد عليه هذه المرة بدلاً من أن يتوج ألمانيا كما فعل قبل 14 سنة على حساب المنتخب البرتقالي، ينقلب الوضع فالبرتقاليين في مواجهة الاتحاد السوفيتي بعد خروج ألمانيا. ونجحت هولندا في الثأر من الخسارة بهدف أمام الاتحاد السوفيتي في الجولة الافتتاحية بثنائية من توقيع رود خوليت برأسية وماركو فان باستين. وحول فان باستن كرة عرضية قادمة من الجهة اليسرى على الطائر في أقصى الزاوية البعيدة للحارس ريني ديزاييف مسجلاً أحد أجمل الأهداف في تاريخ كرة القدم. وبات ماركو فان باستن هو مفتاح الفرحة لجماهير بلاده بعد تسجيله هدف الفوز قبل أربعة أيام في هامبورج قبل النهاية بدقيقتين في شباك ألمانيا. وكما كان نفس الملعب هو بداية التعارف بين هولندا الممتعة والعالم وبداية الآسى لمشجعي البرتقالي فإن نفس الملعب حمل الفرحة للجيل الذهبي الثاني لهولندا. آمستردام آرينا (هولندا 3 - 2 فرنسا) بطولة مجموعة الموت ملعب أياكس أمستردام بطل أوروبا أربع مرات أخرها قبل خمس سنوات بكتيبة نجوم أغلبها يمثل المنتخب الهولندي المنظم ورابع العالم في رحلته نحو لقب اليورو. أما المنافس فهو بطل العالم المنتخب الفرنسي والبطل اللاحق للبطولة. ورغم أن المباراة عملياً لم يكن لها قيمة كبرى كون أن المنتخبين قد ضمنا التأهل للفوز على التشيك والدنمارك وصيف البطولة السابقة وبطل البطولة التي سبقتها في مجموعة كانت هي الأقوى في البطولة الممتعة والمثيرة لعشاق كرة القدم، فإن الإثارة التهديفية كانت حاضرة. وسجل كريستوفر دوجاري لفرنسا بعد أقل من عشر دقائق لكن رد باتريك كلويفرت جاء سريعاً بعد ست دقائق ثم أعاد ديفيد تريزيجيه التقدم للباريسيين. ولكن كتيبة فرانك ريكارد مدرب برشلونة فيما بعد وأحد نجوم الجيل الذهبي المتوج باللقب قبل 12 عاماً نجحت في الرد بثنائية لفرانك دي بوير وبوندوان زيندين. آمستردام آرينا (هولندا 0 (1) - (3) 0 إيطاليا) من جديد أمستردام آرينا .. من جديد الأزرق ضد هولندا .. من جديد هولندا تمتلك وتقترب واللقب يدنو .. لكن الطليان الذين قرروا العودة للنهائي الأوروبي بعد غياب 32 عاماً كانت لهم وجهة نظر مختلفة. تعتبر موقعة الآرينا في 29 يونيو 2000 هي الأشهر بين مواجهات البطولة كلها في هذه النسخة، يليها اللقاء النهائي. المباراة لم تكن فقط مثيرة على صعيد ركلات الجزاء الضائعة أو سوء الحظ أو حرب التوقعات أو الحزن الذي صاحب عشاق الكرة الهولندية بالخروج ولكن الطريقة التي سارت بها المواجهة كانت أغرب وعكست الفارق بين البرجماتية الكروية واللعب من أجل المتعة في مشهد تاريخي. وكما قال البعض من مشجعي الآتزوري عقب اللقاء، عليك كما تستمتع بالهجوم والمهارات الهولندية، عليك أيضاً أن تستمتع بالدفاعات الإيطالية وكيفية إعادة التعقيد بعد أن توهمت أن المسألة قد حلت. المباراة كانت قد شهدت خروج جيانلوكا زامبروتا مطروداً بحلول الدقيقة 34. المباراة صاحبها أيضاً تألقاً خاصاً من فرانشيسكو تولدو أهم حراس البطولة توجه بالتصدي لركلة بول بوزفيلت الذي أعلنت تأهل كتيبة دينو زوف رسمياً لخوض اللقاء النهائي. تنوعت السيطرة الهولندية منذ بداية المباراة، بينية دينيس بيركامب تضع فيليب كوكو أمام المرمى، طرد زامبروتا، ركلة جزاء، سيطرة، ركلة جزاء آخرى، كل هذا ذهب سدى في النهاية. في المباراة نفسها أهدرت هولندا ركلتي جزاء من فرانك دي بوير الذي أهدر مجدداً في ركلات الترجيح وباتريك كليوفرت الذي كان الوحيد الذي سجل لهولندا في ركلات الترجيح. أولدترافورد (ألمانيا 0 - 0 إيطاليا) خروج وصيف العالم ملعب بطل إنجلترا مانشستر يونايتد الحائز على لقب بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس قبل خمسة أعوام على حساب برشلونة وبطل أوروبا 68 يستضيف أهم مباراة أوروبية بين بطل العالم السابق والوصيف الحالي. كتيبة آريجو ساكي تدخل المباراة بعد الخسارة أمام جمهورية التشيك 2-1 ولا بديل أمامها إلا الفوز وتعتمد على سجل إيجابي في رصيدها ضد الألمان. وينجح إليساندرو ديل بيرو في الحصول على ركلة جزاء ووسط تأهب الجماهير في مسرح الأحلام للسيناريو الأزرق الحلم يتصدى الحارس أندريس كوبكي لركلة جزاء لاعب تشيلسي جيان فرانكو زولا. ووسط دفاعات محصنة للاعبي المدرب بيرتي فوجتس الذي كانت فرقته قد ضمنت التأهل تنتهي المباراة 0-0 ويودع الأتزوري البطولة بعد تعادل التشيك وروسيا 3-3. الأنفيلد رود (فرنسا 0 (5) - (4) 0 هولندا) قمة بلا أهداف الأنفيلد رود معقل الريدز ليفربول .. أحد أهم ملاعب الأندية الأوروبية معقل أحد أقوى فرق القارة العجوز في العقدين السابقين. كانت بطولة إنجلترا 96 هي البطولة الكبرى الأولى للأسطورة زين الدين زيدان مع الديوك والبطولة التحضيرية لكأس العالم 98 للمنظم الفرنسي. وكان إيميه جاكيه يبني فريقه الجديد بعد غياب فرنسا عن كأس العالم قبل عامين، ضد جوس هيدنيك في بطولته الكبرى الأولى بعد توليه المسؤولية الفنية خلفاً لديك أدفوكات. وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي في لقاء اتسم بالسلبية رغم وجود مجموعة من أفضل لاعبي العالم خاصة على المستوى الهجومي على أرض الملعب من زيزو ويوري جوركاييف وبكسينتي ليزرازو مقابل دينيس بيركامب وباتريك كلويفرت وآرون وينتر. في ركلات الترجيح كان كلارنس سيدورف هو الوحيد الذي أهدر ركلة جزاء لتخرج هولندا حيث نجح زيزو وجوركاييف وليزرازو وفينسنت جورين ولوران بلان، أما لهولندا فسجل جوهان دي كوك ورونالد دي بوير وباتريك كلويفرت وداني بليند. أولمبيا ستاديون (ألمانيا 2 - 0 أسبانيا) فولر يؤهل الماكينات ملعب بايرن ميونخ بطل أوروبا في الفترة من 74 إلى 76 وأحد أهم ملاعب الأندية في أوروبا والذي استضاف نهائي كأس العالم 74 بين ألمانياوهولندا بالإضافة لنهائي الشامبيونز ليج 79 بين نوتنجهام فورست ومالمو السويدي ومجموعة من المواجهات التاريخية للبافاري مع كبار القارة أهمها فوز 4-1 قبل عام على ريال مدريد. ألمانيا تمتلك ثلاث نقاط من فوز على الدنمارك وتعادل مع إيطاليا، أما الماتادور فهزم الدنمارك ويبحث عن الفوز الثاني الذي لا بديل عنه لضمان التأهل لنصف النهائي. نجح رودي فولر صاحب هدف التعديل الشهير في مرمى الأرجنتين قبل عامين في نهائي كأس العالم في تسجيل ثنائية الفوز في ملعب العملاق البافاري ليحجز للماكينات مقعداً في نصف النهائي ويدون الفوز الأخير في البطولة لأصحاب الأرض. ستاد كومنيل "تورينو الأولمبي" "الديلي ألبي" .. (إيطاليا 1 - 0 إنجلترا) تارديلي معقل نادي يوفنتوس .. الملعب الذي يعود تأسيسه للعام 1930. اسم الملعب بقي كومنيل حتى عام المونديال 90 ليتحول للديلي ألبي ثم لتورينو الأولمبي في 2006.. واسمه الأصلي كان مونيسيبال بينتو موسوليني نسبة لقائد الحزب الفاشي الإيطالي. كانت الجولة الثانية حاسمة للغاية في منافسات المجموعة الثانية فالبطل يتأهل مباشرة للنهائي والتعادل حسم الجولة الأولى بين إيطلايا وإسبانيا سلبياً وإنجلتراوبلجيكا إيجابياً. كان يجب على المنظم إيطاليا تحقيق الفوز بعد فوز بلجيكا 2-1 على أسبانيا. ونجح ماركو تارديلي - لاعب يوفنتوس وقتها - صاحب هدف إيطاليا الثاني في نهائي كأس العالم بعد عامين في تسجيل هدف اللقاء الوحيد قبل النهاية ب11 دقيقة في ملعب ناديه الذي ارتدى قميصه من 1975 إلى 85.