أصدر مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك قراراً مثيراً للجدل تضمن إجبار لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأبيض على غلق صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها فيسبوك ، تويتر وإنستجرام كما دعم القرار بتوقيع عقوبة مالية ضخمة على المخالفين وهو ما طال بالفعل الثنائي باسم مرسي وإسلام جمال بعد عرض الأول لصورة شخصية على حسابه على موقع إنستجرام وانتشار فيديو للثاني بصحبة بعض الفتيات على موقع فيسبوك . وتباينت آراء مشجعي نادي الزمالك ومتابعي الساحرة المستديرة بشكل عام في مصر حيث رأى البعض أن القرار صائب ويحمي اللاعبين من مشكلات تصنعها باستمرار مواقع التواصل الاجتماعي أو ال " Social Media " ، ومنها ما حذر منه رئيس نادي الزمالك وبرر به موقفه مثل تواصل اللاعبين مع الفتيات وتطور علاقاتهم وهو ما يتسبب في تشتيت تركيز اللاعبين ، بينما اعتبر المعارضون القرار غير منطقي على الإطلاق في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي يعيشه العالم حيث أصبحت صفحات التواصل الاجتماعي جزءً من حياة الشباب على مختلف ميولهم وطبقاتهم في جميع أنحاء العالم . مواقع التواصل الاجتماعي فرضت نفسها بوضوح على مجتمع كرة القدم عالمياً في السنوات الأخيرة ، فتراجع دور المواقع الإلكترونية الرسمية للأندية واللاعبين لمصلحة تلك الصفحات التي أصبحت تقدم كل ما يحتاجه المتابع خاصة مع سهولة استخدامها وبساطة محتواها ، وهو ما حولها لمجال تنافس إضافي بين الأندية وكذلك بين اللاعبين . أحد أبرز النماذج التي أظهرت الدور القوي لمواقع التواصل الاجتماعي هو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب فريق ريال مدريد وصاحب العدد الأكبر من المعجبين على صفحات التواصل الاجتماعي بين جميع نجوم كرة القدم في العالم حيث تتصدر الصفحة الرسمية الخاصة بالجناح البرتغالي نظيراتها على موقع فيسبوك بأكثر من 108 مليون معجب متفوقاً على منافسه الدائم الأرجنتيني ليونيل ميسي والذي يحل ثانياً بين نجوم الكرة على الموقع ذاته ب 81 مليون معجب . وقد يتعجب البعض من الفارق الكبير بين النجمين لصالح رونالدو رغم تفوق ميسي على صعيد الإنجازات سواءً الفردية أو تتويجاته الجماعية مع نادي برشلونة , إلا أن العجب يزول بزيارة سريعة لصفحات النجمين والتي تبرز تفاعلاً واضحاً للبرتغالي مع معجبيه وحرصه الدائم على التواصل مع الجماهير وإشراكهم في خصوصياته خارج الملعب وهو ما رفع شعبيته بوضوح في السنوات الأخيرة مستفيداً من قوة ال " Social Media". وكان آخر إهداء من رونالدو لمحبيه هو فيديو مميز لتهنئتهم بأعياد رأس السنة كما طرحت إحدى الشركات العملاقة للإنتاج السينمائي فيلماً عن حياة رونالدو والتي أصبحت مثار اهتمام ومتابعة من الملايين بفضل الظهور المميز للاعب على مواقع التواصل الاجتماعي بجانب تألقه داخل المستطيل الأخضر . لكن ذلك الوجه المميز لمواقع التواصل الاجتماعي لم يمنع معاناة بعض اللاعبين ، حيث تسببت تلك المواقع في مشكلات عديدة لنجوم كرة القدم كان أبرزها من نصيب النجم الإنجليزي ريو فيرديناند المدافع السابق للمنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر يونايتد والذي دفع غرامة قدرها 45 ألف جنيه استرليني عام 2011 بسبب تعليق تم اعتباره عنصرياً بحق زميله في المنتخب الإنجليزي أشلي كول . وبدأت الأزمة عند شهادة كول لمصلحة قائد نادي تشيلسي جون تيري في محاكمة الأخير بحق توجيه إهانات عنصرية تجاه أنتون فيرديناند الشقيق الأصغر لريو وهي الشهادة التي أغضبت مدافع مانشستر يونايتد السابق ليكتب تغريدة عبر موقع تويتر يصف بها كول ب " شوك آيس " وهي الحلوى البيضاء المغلفة بالشيكولاتة , ورغم قيام فيرديناند بحذف التغريدة سريعاً وكتابة أخرى قال بها أنه لم يقصد توجيه إساءة عنصرية ل كول وإنما كان يقصد أن الظهير الأيسر لفريق تشيلسي يظهر وجهين مختلفين ، إلا أن الإتحاد الإنجليزي لم يقتنع بمبررات فيرديناند وقرر تغريمه . كما تلقى ريان بابل الجناح الهولندي السابق لنادي ليفربول غرامة قدرها 10 آلاف جنيه استرليني بسبب السخرية من الحكم الإنجليزي هوارد ويب والذي آدار مواجهة ليفربول مع مانشستر يونايتد مطلع عام 2011 واحتسب بها ركلة جزاء لمصلحة الأخير آظهرت الإعادات عدم صحتها ليضع بابل تغريدة ساخرة عقب اللقاء مصحوبة بصورة ل ويب تم تعديلها عبر فوتوشوب لتظهر الحكم الإنجليزي مرتدياً قميص مانشستر يونايتد , وهو ما دفع الاتحاد الإنجليزي لتوقيع غرامة على بابل . وعقب واقعة بابل قطع روجير بوردين رئيس لجنة النظام بالاتحاد الإنجليزي الطريق على الرافضين ل " واقعية " مواقع التواصل الاجتماعي , حيث صرح بأن كتابة مثل هذه الأشياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي شبيه بالتصريحات العامة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس