في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. هل إنتابك حنقا بعد إنتهاء مباراة الأهلي بالتعادل مع الملعب المالي ؟ بالتأكيد فالأهلي الذي فرط في فرصة إحراز الفوز الثاني وتصدر المجموعة قدم أداء ممتازا وغير متوقع رغم النقص النوعي والذي أضطر معه فتحي مبروك إلي تغير خطة اللعب ولكن في النهاية الحصول دائما علي نقطة خارج الديار خاصة في دوري المجموعات نتيجة لا يمكن أن تلوم معها المدرب. أهم ما ميز الأهلي أمس هو الأداء الجماعي للفريق وكيفية وصول اللاعبين للمرمي وإن إفتقد اللمسة الأخيرة ولإن خطة اللعب الجديدة ( القديمة ) جاءت في وقت قصير لذا فقد كان لفتحي مبروك بصمة خاصة في كيفية تنفيذ اللاعبين لطبيعة أدوارهم أضف إلي ذلك توزيع ثلاثي الدفاع بالشكل النموذجي وهو ما يحسب لمبروك ..لكن هل يعني ذلك أن تلعب بتلك الطريقة مستقبلا ؟ ولماذا كان أداء ثنائي وسط الأهلي أفضل مقارنة بثنائي وسط أهلي جوزيه ..الإجابة في السطور المقبلة..
سيناريو المباراة: لعب الملعب المالي بطريقة 4-4-2 بتواجد الرباعي دوميبا وبوراما كوليبالي وكوني وإيساكا في الدفاع أمامهم الثنائي عبدالله سيسيه ومامادو كوليبالي كإرتكاز وسط وأحتل الأطراف ساديو كانوتيه وموسي كوليبالي خلف ثنائي الهجوم بوبكر بانجورا ومحمد سيسيه. في المقابل لعب فتحي مبروك بطريقة 3-4-2-1 بتواجد الثلاثي شريف حازم ومحمد نجيب وسعد سمير في الدفاع ثم الرباعي باسم علي وعبدالله السعيد وحسام غالي وصبري رحيل في في خط الوسط وتواجد الثنائي مؤمن زكريا ورمضان صبحي خلف رأس الحربة الوحيد عمرو جمال. كي تكون البداية صحيحة يجب أن تضع كل لاعب في المكان الذي يجيده دون إعطاؤه أدوار لا يستطيع القيام بها ومعها قد تختل كل طريقة هجومك ودفاعك وتبرز مكمن الضعف الذي تعاني منه ألا وهو غياب الإرتكاز الدفاعي الوحيد في فريقك. أغلب الحديث قبل المباراة كان عن كيفية توظيف شريف حازم ..وتحديدا عن دوره في اللعب كليبرو متقدم ومساندة حسام غالي أثناء إمتلاك الكرة في 4-2-3-1 أو حتي اللعب كإرتكاز متأخر يعاونه في عمق الملعب السعيد وحسام غالي في 4-1-2-2-1. أفضل ما قام به مبروك هو إستثمار قدرة محمد نجيب علي اللعب في مركز قلب الدفاع الثالث والذي كان يجيده إبان لعبه مع الشرطة .. ومع وقوف نجيب بين سعد سمير وشريف حازم دون تقدم لأي منهما بشكل يغير من الخطة جاء الأداء دفاعيا جيدا بإستنثاء بعض الأخطاء المقبولة. بقاء الثلاثي في الخلف أعطي الحرية لعبدالله السعيد وحسام غالي في بناء الهجمات من عمق الملعب والسيطرة التامة في نقل الكرة وساعدهم في ذلك توغل رمضان صبحي ومؤمن زكريا للعمق وبالتالي بات الفريق يلعب بأربعة لاعبين في عمق الملعب مما يلغي تماما النقص العددي في خط الوسط. صعود أطراف الملعب باسم علي وصبري رحيل لقلب منطقة جزاء الملعب المالي كان إمتيازا لمبروك في كيفية تطبيق 3-4-2-1 .. بعدم تحويل جناحي وسط الفريق إلي لاعبي خطوط فقط والإعتماد علي العرضيات الصريحة ( أمر غير منطقي ) أمام أطوال لاعبي الفريق المالي. لو تواجد علي ورحيل بجوار الخطوط فقط لظهر الأهلي عاجزا عن إختراق الملعب المالي ..فقط سيطرة وهمية علي الكرة وإستحواذ سلبي وذلك ما كان يظهر عيوب تلك الطريقة في بعض الأوقات مع جوزيه في ظل الإعتماد علي ثنائية ( جيلبرتو –فلافيو ) والتي تأتي بالهدف ولكن ما نتحدث عنه هو الأداء وليس التهديف فقط. أضف إلي ذلك إن جرأة مبروك في صعود السعيد وغالي إلي النصف الأمامي والمشاركة بفاعلية هجوميا عكس ما كان يحدث وقت البرتغالي بتأمين زائد والتنبيه علي عاشور بعدم الصعود هجوميا خاصة في المباريات الخارجية. التكتيك المستخدم كان ينقصه تحرك واحد فقط بدون كرة من الجانب الأيسر للعمق بزاوية حادة( رمضان صبحي ) بعد إختراق باسم علي ومؤمن زكريا للجانب الأيمن في ظل هروب عمرو جمال للخلف ومعه رقيبه المباشر وبالتالي يصبح الوصول لمنطقة الجزاء دون وجود عددي للملعب المالي امرا يسيرا. الملعب المالي قام بتغيير خطة اللعب إلي 4-2-4 في الشوط الثاني وهذا ما جعل صعود باسم ورحيل أقل ومع إحكام إيساكا الرقابة علي رمضان صبحي بات الأهلي مطالبا بالدفاع أكثر ورغم هجوم الماليين إلا أن مرمي الأهلي لم يتهدد فعليا سوي بفرصة وحيدة بينما تكفل شريف إكرامي بإجهاض العرضيات والتسديدات. خروج عمرو جمال أثر كثيرا علي العمق الهجومي للأهلي ولم يستفد الأهلي من متعب كما حدث في مباريات أخري بسبب ( طريقة اللعب ) والتي تجعله مجبرا علي التحرك كثيرا للخلف بعكس اللعب بثلاثي هجومي خلفه والذي يسمح له بالتحرك أكثر بين قلبي الدفاع. مازلت عند رأيي أن تريزيجيه قبل عروض الإحتراف ليس مثل بعد العروض .. تريزيجيه كان يسدد ( إلي حد زائد ) وكان يمتلك فرصة لقتل المباراة في الشوط الثاني بعد دخول إلي منطقة الجزاء بزاوية تسمح له بالتسديد مباشرة إلا أنه أختار التمرير في وضع لم يكن ليسمح لمتعب بالتسجيل. هل يمكن اللعب بتلك الطريقة ومشتقاتها مستقبلا خاصة أمام الفرق التي تدافع ..عليك أن تسأل لويس فان خال والذي نجح أمام البرازيل وأسبانيا وفشل أمام ليستر سيتي. للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك