في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ. عقل المباراة في اليابان ..لعل هذه البطولة وخصوصا في الأدوار الأولي هي الأصعب لأي محلل حيث ان كمية المعلومات المتاحة عن المنافسين شبه معدومة إلا أن لقاءين للفريق الياباني في نهاية الدوري ولقاء أوكلاند كانا كفيلين بكشف كل الأوراق عن محاربي الساموراي والذي استطاع الأهلي التغلب عليه بهدفين لهدف من خلال لقاء شطرنجي كان البدري فيه مغامرا بكل المقاييس ونجحت مغامرته وإن كان ساعده فيها مدرب هيروشيما خاصة في الشوط الثاني وهو ما سنتناوله بالتفصيل أثناء تحليلنا للقاء. سيناريو اللقاء لعب الأهلي بأفضل تشكيل من حيث الإنسجام والجاهزية وإعتمد على خطة لعب 4-2-2-1-1 بوجود ثنائي هجوم متحرك في الأمام أحدهما خلف الأخر وإعتمد البدري على شريف اكرامي والرباعي شديد ونجيب وجمعة وفتحي في الدفاع ثم ثنائي الإرتكاز عاشور وغالي وعلى الأطراف عبدالله السعيد وسليمان وفي الأمام جدو وحمدي. في المقابل لعب هيروشيما بطريقة 3-4-2-1 بالإعتماد على الثلاثي ميزوموتو وشيبا ومورياواكي وفي الجانب الأيمن لعب ميكتش وقابله شيمزو في الجانب الأيسر بينما تولي مهام الوسط الدفاعية أوياما وموريساكي وفي الأمام لعب الثنائي تاكهاجي وكاجي خلف رأس الحربة الوحيد هيساتو. رباعي خط الوسط الأهلاوي أوجدوا معادلة جديدة في الكرة المصرية ستغير من شكل الخطط في المستقبل القريب فقد كان التصنيف للاعبي الوسط في مصر إما مدافعين وإما مهاجمين ولكن الرباعي غالي وعاشور وسليمان والسعيد يقومون بكلا الواجبين بكفاءة تامة. كيف تواجه الروبوت الياباني صاحب السرعة العالية .. في الحقيقة كان مجبرا على البدري أن يحافظ على كتلة لاعبيه وعدم فتح الملعب على مصراعيه لذلك كان تقدم خط الدفاع الأهلاوي حافزا في الربع ساعة الأول ليقوم رباعي الوسط وثنائي الهجوم بشكل قوي. عند امتلاك الأهلي للكرة كانت التمريرات القصيرة وعدم اعتماد أسلوب لعب واحد هو مفتاح السيطرة الأهلاوية وحسنا فعل البدري بمهاجمة الجانب الأيسر المتواجد فيه شيمزو عن مهاجمة النفاثة ميكتش وبذلك بقي قناوي في أمان حتي إشعار أخر. بعد هدف التقدم للأهلي حاول هيروشيما تشغيل مفاعل (ميكتش) في الجانب الأيمن الذي تحول تماما إلي جناح هجومي صريح وإستلزم ذلك تغيير بسيط في وضعية مورياكي المساك الأيمن للفريق الياباني بأن يدخل إلي خط الوسط ويصبح كإرتكاز ثالث مع موريساكي وأوياما .. وهنا نستطيع تفسير لماذا إختطف اليابانيون النصف الثاني من الشوط الأول. خروج حسام غالي .. أكثر ما كان يقلقني في الفترة السابقة كيف سيعوض الأهلي غالي لو أصيب ؟.. فبيرلو الكرة المصرية ليس مجرد لاعب إرتكاز عادي فوجوده مبعث إطمئنان في الجانبين الدفاعي والهجومي على حد سواء. دخول تريكة مكان غالي وتبديل مكان السعيد ليصبح هو الإرتكاز الثاني في وسط الملعب أربك لاعبي الأهلي كثيرا في الربع الساعة الأخير فالأهلي إفتقد لعدة لاعبين مع هذه التبديلة أولا إفتقد غالي في الوسط ثم إفتقد السعيد في الجانب الأيمن ثم أفتقد جدو أو حمدي في الأمام أثناء لعبهما مكان السعيد. كثيرين سيقولون أن اللعب بمصيدة التسلل أثبتت فشلها أمام الفريق الياباني بسبب كم الإنفرادات التي أتيحت لمحاربي الساموراي ولكني أراها مناسبة جدا حيث ان فرصة اليابانيين على الكر والفر في كافة أرجاء الملعب تجمدت بإستثناء ميكتش الذي إختفي في الشوط الثاني .. لماذا ؟ الإجابة في السطور المقبلة. لم أكن أتخيل أن يقوم مدير الفني لهيروشيما بتغيير خطته في الشوط الثاني فمع خروج موراياكي المساك الأيمن ودخول سيوك هو ..أصبح الفريق يلعب برباعي خلفي ومشكلة هيروشيما تتمثل في ضعف قلوب الدفاع لذلك يلجأ لللعب بثلاثة في الخلف ومع دخول سيوك هو بات ميكتش ملزما بأن يتواجد في الجزء الأمامي المواجه لشديد قناوي بدلا من أن كان يأتي من الخلف للأمام ..إضافة إلي أن أوياما صانع اللعب من الخلف كان مطالبا بأن يلتزم دفاعيا وهنا ضاعت ملامح خطة هيروشيما المعتادة. دخول الأهلي في الشوط الثاني مثل بداية الشوط الأول هو الشىء لذي لم يتوقعه هيروشيما وبدا اللاعبون كأنهم حفظوا واجبات مراكزهم الجديدة بعد صدمة الربع الساعة الأخيرة في الشوط الأول. إستغلال فتحي والأهلي عموما لضعف جبهة شيمزو الجناح الأيسر لهيروشيما كان هو مفتاح الفوز للفريق ..شاهد الفيديو التالي: فيروس أصاب كمبيوتر هيروشيما فمع التغيير الثالث للفريق بات الفريق بدون دفاع ( عمليا ) فخروج شيمزو ودخول يامجيتشي الذي يلعب خلف رأس الحربة أجهز تماما على أي أمل فرأينا اليابانيون بدون) مضاد للفيروسات ) أقصد بدون مانع للهجمات المرتدة الأهلاوية. دخول بركات وتريزيجه كان لمحاولة تجديد الدماء مع الحفاظ على الأسلوب وأفضل شىء فعله البدري أنه جعل تريزيجه معاونا لفتحي بدلا من أن يدخل لوسط الملعب حيث أن تعديلة وضع السعيد مرة أخري مع تريزيجه لم تكن تأتي بالأفضل لإن هيروشيما إعتمد تماما على عنصر السرعة خلف ظهيري جنب الأهلي. أمام البدري مشكلة كبري عندما يواجه كورينثانز ألا وهي كيفية الوصول لأفضل تشكيل منذ بداية المباراة خاصة وأن تريكة لعب لمدة ساعة ولم يلعب من أول المباراة كما أن البرازيللين ليسوا أبدا مثل هيروشيما .. أتمني أن يلعب تريزيجه مكان غالي من بداية المبارة وبذلك ستحافظ على رباعي الهجوم كما هو حتي لو كان الوسط بكفاءة نسبية أقل. للتواصل مع الكاتب عبر الفيسبوك ... برجاء الضغط هنا