في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ. لا ننكر أن أرسين فينجر تحول لأداء أكثر عقلاني في بعض المباريات خاصة خارج أرضه (فوزه علي السيتي ) ..لا ..ليست هذه إفتتاحية تليق بمباراة الأمس ..هل تظن أن مباراة الأمس كانت شيقة بسبب إقتراب الأرسنال من تحقيق حلم فشل في تفسيره خمس سنوات بالطبع لا. فينجر خسر الصعود مرة أخري وهذه المرة أمام موناكو رغم فوزه بهدفين في فرنسا .. ما الجديد ؟ الأرسنال فعلها من قبل مع بايرن ميونيخ في موسم تتويجه بالبطولة . فوز الأرسنال أمس لم يكن بسبب عبقرية بل جاءت بأخطاء دفاعية بحتة من دفاع موناكو وتكرر الأمر أكثر من مرة ولو إستطاع فينجر تعديل بعض تكونيات هجومه خاصة في الربع الساعة الأخير لكان أرسنال بين الثمانية الكبار لأول مرة منذ أربعة سنوات . سلاح المدفعجية لم يعمل نفس طريقة وتشكيل مباراة الذهاب لعب فينجر 4-2-3-1 .. مونريال وكوسيلي وميرتساكر وبيلرين في الدفاع وعاون كازورلا كوكلين في خط الوسط ثم الثلاثي أوزيل وويلباك وسانشيز خلف رأس الحربة جيرو. ليوناردو خارديم أعتمد نفس طريقة اللعب ولكن مع عودة الغيابات فأحتل كورزاوا مكانه بجوار عبدالنور ووالاس وفابينهو في الدفاع والثنائي كونجدوبيا وتولالان في عمق الوسط والثلاثي مارتيال وموتينو ونبيل ضرار خلف رأس الحربة ديمتار برباتوف. لا أعرف تحديدا كيف فكر فينجر في اللعب بنفس بتشكيل مباراة الذهاب ..تواجد كازورلا بجوار كوكلين أعطي سيطرة ميدانية للأرسنال في نصف الملعب مع تنبيه كان واضحا لبيرلين ومونريال بعدم التوغل إلا بحساب خوفا من سرعات مارتيال خاصة. صعود كوندوجبيا كثيرا لبدء عملية الضغط المبكر علي خط وسط أرسنال أظهر مساحات هائلة في عمق ملعب موناكو دفاعيا ولم ينتبه خارديم لذلك طوال الشوط الأول ..المشكلة أن حرص فينجر ( المطلوب ) كان زائدا بدرجة إنتقلت للاعبيه بصفة كبيرة. في مباريات مثل مباريات الأمس تحتاج الحذر لترجمة الفرص لتهديف ولكنك لا تحتاج لحذر في التحرك خاصة في الثلث الأمامي ومع تواجد ثغرة تولالان وكوندوجبيا ..كان يجب أن يستغل الأرسنال ذلك في تحويل المحاولات الهجومية إلي فرص . رقميا فإن أوزيل قام بعدد محاولات للمراوغة ناجح بلغ ستة محاولات وهو نفس رقم كازورلا هذا يعطيك إنطباعا بأن وسط موناكو يسهل مراوغته ولكنه يعطيك أيضا مؤشرا أن المراوغات لم تكن في مناطق قريبة من منطقة الجزاء أو أنها كانت مراوغات سلبية بمعني أنها لم تصنع خطورة في مراحل أخري من الهجمة ..لماذا كل ما سبق. لا أعرف لماذا يقف المدرب عموما علي الخط إذا لم يكن قادرا علي إعطاء تعليمات جديدة بعد إكتشاف ثغرة خاصة في مباريات يكون فيها عامل الوقت ضده ..وإذا كانت لديه تعليمات فلماذا ينتظر حتي الإستراحة ؟..هذا يعني أنه إما لا يدرك قيمة الوقت او إنه لا يعرف أين الثغرة أو ليس لديه تعليمات جديدة ..يبدو أنه كل ما سبق. ثغرة تولالان وكوندوجبيا التي صنعها خارديم كان يجب علي فينجر أن يطورها لثغرة أخري في عمق الدفاع بين والاس وعبدالنور بتصعيد كازولا الأكثر حيوية لعمق الملعب وتحويل أوزيل لطرف ويصبح ويلباك قريبا جدا من جيرو ..أتحدث عن ذلك بشكل دائم وواضح من فينجر ولكن ذلك لم يحدث .. شاهد ثغرة موناكو في الشوط الأول : arenal by ayman100100 في الشوط الثاني خرج كولين ودخل رامسي ثم والكوت بديلا لويلباك !! ..إكتفيت فقط بوضع علامتي تعجب ولم أضع ألفا .. لا أجد أي سببا علي الإطلاق لخروج ويلباك لإنك تحتاج لهدفين وفي النهاية ستأكيد بالتأكيد للكرات العرضية او حتي في الركلات الركنية ستحتاج أكبر عدد ممن يلعبون برؤوسهم فوجودهم ربما يسهل المأمورية لميرتساكير في إحراز هدفا تماما مثلما حدث من مدافعي سان جيرمان أمام تشيلسي. سببا أخر أن فينجر لا يملك رأس حربة بجواره حتي يمكن إقحامه في تغييرا ثالثا لذلك لم يجد أرسين سوي الدفاع بجيبس بدلا من مونريال وذلك للحفاظ علي الفريق من الهجمات المرتدة والتي كادت ان تصيب الفريق أكثر من مرة ..من اخرج كوكلين في البداية ؟!. والكوت كان سببا ورامسي أحرز الهدف الثاني والإثنان لعبا كبدلاء ..ليست المشكلة في دخول من المشكلة كانت في خروج من. رامسي كان دخوله بديلا لأوزيل أفضل ووالكوت بديلا لأحد ظهيري الجنب وبذلك يبقي تغييرا ثالثا ..وقتها كان يجب عليك ان تستفيد من لاعب يجيد التسديد أيضا من خارج المنطقة بعد أن اعتمد موناكو تماما علي دفاعا حتي قلب منطقة جزائه ..أوكسليد شامبرلين بديلا هنا لكوكلين وهو اللاعب الذي أحرز الهدف الوحيد في مباراة الذهاب من ما تحدثت عنه في هذه الفقرة. رغم إقتراب النتيجة وحاجة أرسنال فقط لهدف لم أشعر بأية إثارة كالتي حدثت في المواسم السابقة ( دورتموند ومالاجا .. دورتموند والريال ) وحتي شالكه امام الريال قبل أسبوع .. تغييرات فينجر وطريقة إدارته للمباراة جعله يفكر فقط في الفوز ولا يفكر في الصعود. النتيجة واحدة ..سببا أخر يدعم فكرة المغامرة خاصة في الربع ساعة الأخير أن الأرسنال كان بحاجة لهدف واحد حتي يتمكن من البقاء في البطولة بشكل مؤقت أو دائم فهدف من موناكو كان يجعل الأرسنال يحتاج هدفا واحدا ليلعبا وقتا إضافيا ولكن فينجر أفتقد للشىء الذي لايمكن ان يعطيه للاعبيه. للتوصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا