لا أعتقد أن قضية حدثت في الدوري السعودي بمختلف مسمياته تفوق في أهميتها وتأثيرها السلبي قضية لجنة الانضباط على الأقل في السنوات العشر الأخيرة؛ سوى قضية الرشوة الشهيرة والتي شهد الوسط الرياضي أحداثها وعرف تفاصيلها ومع ذلك لم ير أحد نهاية لها سوى إقفال الملف وعدم الحديث عنه من قبل المعنيين به. ومع ذلك هاهي قضية لجنة الانضباط تسير بالمنحى ذاته ولا بوادر توحي بذلك، بل إن بعض الأخبار المتواترة تؤكد صدور أوامر لرئيس لجنة الانضباط بعدم الحديث عن القضية، وحينما أقول قضية فأنا لا أعني هنا احتجاج الاتحاديين على بعض الجماهير الهلالية والذي رفض وأقفل ملفه ثم فتح فجأة مجدداً وتم قبوله بطريقة غير مسبوقة، كما أنني لا أقصد استئناف الهلاليين ضد قرار العقوبة، لأن تلك أمور تخص الناديين إدارة ولاعبين وجماهير، ولكن ما أقصده وحتما هو ما يؤرق الغيورين على كرة القدم السعودية ومن المؤكد أنه بات مقلقاً للمسؤول الأول هو تلك الأخطاء المتتالية والتي حدثت مؤخراً. فبعد إشاعة خبر العقوبة من قبل أحد أعضاء لجنة الانضباط قبل صدوره بيوم كامل، وظهور رئيس اللجنة ذاتها في برنامج إذاعي ليتحدث عن العقوبة ويبرر اتخاذ القرار المتأخر قبل حتى أن تصل فحوى العقوبة للناديين المعنيين، وتبقى المشكلة الأكبر والأكثر أهمية والمتمثلة في التصريحات المتضاربة التي تلت القرار، فرئيس لجنة الانضباط قال: اعتمدنا على نسخة من المباراة وصلتنا من القناة الناقلة، ليظهر بعدها الشخص المسؤول في القناة الرياضية وهي الناقل الحصري لمباريات الدوري السعودي نافياً أن تكون القناة الرياضية قد منحت لجنة الانضباط نسخة من المباراة، ولم يقف الأمر عند ذلك بل إن أحد أعضاء اللجنة عاد ليقول: استعنّا بنسخة من المباراة عبر الشركة الناقلة ليظهر أحد مسؤولي الشركة الناقلة مباشرة نافياً أيضاً أن تكون الشركة الناقلة قد منحت لجنة الانضباط نسخة من المباراة !! الوسط الرياضي حتى الآن بين مصدق ومكذب، وبغض النظر عن مدى التعاطف مع مسيري الاتحاد السعودي لكرة القدم وأيضاً أعضاء لجنة الانضباط وحتى مسؤولي القناة الرياضية والشركة الناقلة؛ فإن المنطق يقول إن هناك شخصاً كاذباً ويجب كشفه وإبعاده عن الوسط الرياضي بكامله، لأن الرياضة منافسة شريفة ومن أهم مبادئها "النزاهة" وهو العنصر الذي يموت ولا يحيا مع الكذب. لن أتهم أحداً مباشرة.. ولكن الواضح من تضارب التصريحات أن هناك كاذباً ونتمنى أن لا تميع القضية كما ميعت التي سبقتها لينفذ الكاذب بجلده .. حددوا من هو .. ثم حاسبوه .. وبعدها اطردوه من رياضتنا.